فجعت الأوساط الفنية والثقافية اللبنانية والعربية صباح اليوم السبت بخبر وفاة الفنان الكبير زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع، تاركاً إرثاً فنياً غنياً ومتنوعاً أثر في أجيال بأكملها.
وقد نعت وسائل إعلام لبنانية وعربية متعددة، بالإضافة إلى شخصيات رسمية وفنية، الرحباني الذي توفي في أحد مستشفيات بيروت بعد صراع مع المرض. وأكدت المصادر أن رحيله يمثل خسارة فادحة للمشهد الفني والثقافي في لبنان والعالم العربي.
زياد الرحباني، ابن الأسطورة فيروز والموسيقار عاصي الرحباني، ولد في بيئة فنية بامتياز عام 1956. ومنذ بداياته في السبعينيات، أثبت نفسه كفنان مستقل بذاته، تميز بأسلوبه الفريد الذي يمزج بين الموسيقى الشرقية والجاز، وبمسرحياته الجريئة التي كانت مرآة للمجتمع اللبناني بقضاياه الطبقية والطائفية والفساد.
قدم الرحباني تسع مسرحيات عكست الواقع اللبناني بأسلوب نقدي ساخر، من أبرزها "نزل السرور"، "فيلم أميركي طويل"، و"بالنسبة لبكرة شو". كما لحن وكتب ما يزيد عن 13 أغنية وثمانية ألبومات لوالدته فيروز، بالإضافة إلى أعمال فنية أخرى لمغنين مثل لطيفة وجوزيف صقر.
وعلى الصعيد الإعلامي، قدم زياد الرحباني ستة برامج إذاعية نقدية، ووضع الموسيقى التصويرية لستة أفلام. كما عرف بجرأته في الكتابة الصحفية ومقالاته اللاذعة التي نشرها في صحف لبنانية عديدة.
ترك زياد الرحباني بصمة لا تمحى في الوجدان الثقافي اللبناني والعربي، وسيظل إرثه الفني والنقدي مصدراً للإلهام للأجيال القادمة.