القاهرة: ريهام عمر
مع اقتراب انتهاء النصف الأول من شهر رمضان، ومع متابعة الجمهور للمسلسلات الرمضانية، بدأت ردود الأفعال تتشكل وتتحدد، وبدأت تظهر نسب المشاهدة لمختلف الأعمال الدرامية، وبدأت تهمة التكرار والاستنساخ من الأعمال السابقة تلتصق بعدة أعمال الدرامية.
بعض الاعمال الدرامية وجدها الجمهور ما هي إلا تكرار لنفس الفكرة والحدوتة، لعمل سابق وقد تم تقديمه من عدة سنوات، لنفس النجم، مثل مسلسل «إش إش»، للفنانة مي عمر وزوجها المخرج محمد سامي، والذي ربطه الجمهور بمسلسلها «لؤلؤ»، وكذلك مسلسل الكابتن للفنان أكرم حسني والذي تم ربطه بنفس فكرة مسلسله «الوصية»، مع فارق التفاصيل.
ويبدو أن صناع الأعمال الدرامية بدأوا يتجهون للأسهل، والأقل جهدا، فالبعض يحاول اللعب على المضمون، ويستغل نجاح الاعمال السابقة، بدلا من الدخول في مغامرات جديدة، بحواديت جديدة لا محسوبة، والبعض قد يكون الأمر مجرد إفلاس إبداعي، مع الإصرار على التواجد في الماراثون الرمضاني.
«إش إش» و«لؤلؤ»
مسلسل «إش إش» للفنانة مي عمر وتأليف وإخراج زوجها محمد سامي، من المسلسلات التي حققت نجاحاً كبيراً منذ الحلقات الأولى، ودارت أحداثه حول الفتاة الشابة شروق التي تنتمي لعائلة يعمل معظمها في الرقص الشرقي بالأفراح والملاهي الليلية، فوالدتها إخلاص كابوريا من الراقصات الشهيرات وكذلك خالتها تيسير.
وعلى رغم تطلعات «إش إش» في الحياة كفتاة طبيعية تعمل بوظيفة محترمة وتتزوج وتكون عائلة وتشارك رجلاً عادياً حياته يقف القدر ضد أحلامها بسبب نشاط عائلتها وتاريخها المليء بالمفاجآت والمشاحنات والأعداء، وتضطر «إش إش» لمواجهة ماضي والدتها والثأر من كل من ظلموها، وتقع في حب شاب يستدرجها لزواج غير حقيقي لينال منها فتنتقم منه.
المسلسل حقق مشاهدات جيدة بخاصة أن حبكته قائمة على التشويق وتعتمد على تيمة الانتقام والصعود، وعلى رغم ذلك نالته انتقادات واسعة بخصوص استنساخه لكن اتجهت الآراء إلى أنه نسخة مكررة من مسلسل «لؤلؤ» الذي لعبت بطولته مي عمر أيضاً وكتبه وأخرجه محمد سامي، إذ دارت الأحداث في إطار متشابه من الصراعات ورحلة الصعود من الفقر لكن لمطربة ناشئة، حتى فكرة الانتقام ووقوعها في قصة حب مع شاب معدوم الضمير تشابهت بين إش إش ولؤلؤ، وكذلك صراعات الانتقام ممن ظلموها وأوقعوها في مكايد لم يكن لها دخل بها.
«الكابتن» و«الوصية»
قدم الفنان أكرم حسني مسلسلاً بعنوان «الكابتن» بمشاركة آية سماحة وأحمد عبدالوهاب وسوسن بدر وسامي مغاوري ورحمة أحمد، وتدور الفكرة حول طيار يتسبب في حادثة طائرة يقع على أثرها كثير من الضحايا، ويموت ركاب الطائرة بينما الكابتن ينجو بأعجوبة ويتعرض لغيبوبة طويلة، وبعد أن يستفيق من غيبوبته يجد أشباح الضحايا تحاوطه وتطالبه بتحقيق أمنيات معينة لهم حتى ينصرفوا عنه ويصعدوا للعالم الآخر، ويحاول الطيار تلبية طلباتهم حتى ينتهي كابوس الأشباح الذي يطارده.
وتم اتهام المسلسل بأنه يتشابه إلى حد كبير مع مسلسل «الوصية»، الذي اعتمد على طلبات أشخاص يحققها البطل ليريح ضميره من ذنب كبير، فالفكرة العامة واحدة، مع اختلاف التفاصيل، وقد وجده البعض يتشابه مع الفيلم السينمائي الشهير «عفريتة إسماعيل ياسين» الذي لعب بطولته إسماعيل ياسين والراقصة كيتي، ودار حول راقصة تُقتل وتستعين بمونولوجست في الملهي الليلي نفسه الذي كانت تعمل به ليقتص لها من القاتل ويسلمه للشرطة.
ولم ينفِ الفنان أكرم حسني تهمة الاقتباس من أعمال سابقة، بل نوه في بداية العمل بلوحة واضحة أكدت أن العمل مستوحى من أعمال كثيرة سابقة!
فهد البطل ومسلسلاته السابقة
أما الفنان أحمد العوضي فيقدم هذا العام مسلسل «فهد البطل» الذي ينتمي إلى فئة الدراما الشعبية المعتمدة على تيمة الانتقام، فتدور الأحداث حول فهد الذي يتعرض والده للقتل في الصعيد ويهرب ليعود وينتقم، واتهم بعض المتابعين «العوضي» بتكرار تيمة الانتقام في أعماله، وكذلك سيطرة شخصية البطل الشعبي القوي الذي ينال من أعدائه ويتميز بالشهامة والأخلاق، والذي يتشابه كثيرا مع أعماله السابقة مثل «حق عرب» الذي قدمه العام الماضي، وقبله مسلسل «اللي ملوش كبير» مع ياسمين عبدالعزيز، وكذلك مسلسل «ضرب نار» الذي قدم فيه أيضاً شخصية شاب صعيدي بالصفات والمميزات نفسها.
«سيد الناس» و«جعفر»
ومن أكثر الأعمال التي اتهمت بالاقتباس مسلسل "سيد الناس" الذي يلعب بطولته عمرو سعد وأحمد رزق وإلهام شاهين وريم مصطفى وخالد الصاوي ومن إخراج وتأليف محمد سامي.
وتدور أحداث المسلسل في حي السبتية (حي شعبي بالقاهرة) حول الجارحي أبو العباس الذي ينتمي إلى عائلة شعبية ثرية وله إخوة غير أشقاء، ويتميز بحب والده الشديد له وتفضيله على كل إخوته مما يتسبب في ضغائن وأحقاد.
وتتصاعد الأحداث التي تسيطر عليها الصراعات بين الجارحي وإخوته الكارهين له، وبين أعداء والده الذي يلقنهم دروساً ليصحح الأمور، بينما يحاول الثأر للمظلومين وإرجاع الحقوق، وربط الجميع المسلسل بشخصياته وتيمته وأحداثه مع مسلسل "البرنس" لمحمد رمضان وللمخرج محمد سامي أيضاً، الذي تبلورت حبكته الأساس حول انتقام إخوة من أخيهم المفضل الذي أحبه والدهم أكثر منهم.
بينما ذهبت بعض الانتقادات إلى أن «سيد الناس» تكرار لمسلسل «جعفر العمدة» لمحمد رمضان، والذي دارت أحداثه حول الشخصية الشعبية القوية نفسها، التي تبحث عن حقوق الناس وتسعى إلى الثأر إضافة إلى القوة المفرطة والملامح الشكلية ونبرة الصوت.
حتى ديكورات العمل وبناء حي كامل شعبي لتدور به الأحداث تتشابه إلى حد كبير مع «جعفر العمدة»، ولم يسلم بوستر المسلسل من شبح الاقتباس أيضاً من الأعمال المذكورة نفسها.