موسكو تتصدر الوجهات السياحية المفضلة للكويتيين
تمتاز موسكو بمكانة سياحية مميزة كأبرز الوجهات التي تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، لاسيما من دولة الكويت، وذلك نظراً لما تجمعه من التاريخ العريق والتجارب العصرية الفاخرة. وتحتضن المدينة عدداً من المعالم الأيقونية مثل الساحة الحمراء والكرملين وكاتدرائية سانت باسيل التي تلقى اهتماماً كبيراً من السيّاح القادمين من الكويت لما تحمله من قيمة تراثية كبيرة، فضلاً عن وجود العديد من المتاحف والمسارح العالمية مثل مسرح البولشوي ومعرض تريتياتكوف التي تقدم تجارب ثقافية لا مثيل لها.

وتشكل تجارب التسوق في مراكز التسوق الراقية مثل جوم وتسوم من أبرز عوامل استقطاب السياح الكويتيين ممن يرغبون تسوق العلامات التجارية العالمية والروسية الفاخرة، بالإضافة إلى الاستمتاع بأكثر من 22 ألف وجهة لتناول الطعام في أرجاء المدينة، بما فيها المطاعم التي تقدم مأكولات حلال بما يتماشى مع جميع الأذواق والتفضيلات.
وساهمت هذه العوامل مجتمعة بتحقيق نمو استثنائي في حركة السياح القادمين من الشرق الأوسط، إذا ارتفعت أعداد الزوار القادمين من الكويت في عام 2024 إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه مقارنة بعام 2019، و98% منهم قادمون بغرض السياحة. وتعكس هذه الزيادة المكانة السياحية الفريدة للمدينة وما توفره من تجارب التسوق الراقية وخيارات الطعام الفاخرة والضيافة الحلال. كما تضم موسكو أكثر من 2,000 فندق بما فيها مرافق فاخرة من فئة الخمس نجوم تلبية لتطلعات المسافرين المسلمين وفق أعلى مستويات الراحة. وبالرغم من كل ما سبق، تبقى البنية التحتية الحديثة ومستوى الأمان المرتفع من أبرز العوامل التي تجع من موسكو وجهة مفضلة بالمقارنة مع غيرها من الوجهات.
جهود حثيثة لتيسير السياحة والتشجيع عليها
ويسعدنا أن نقدم لضيوفنا من دولة الكويت خيارات ميسرة تشمل التأشيرات الإلكترونية، إلا أننا نعمل بصورة مستمرة على تحسين العلاقات السياحية بما ينعكس بصورة إيجابية على تجربة الزوار. إذ نسعى إلى زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة، فبالرغم من أن طيران الجزيرة يسيّر حالياً ثماني رحلات أسبوعية بين الكويت وموسكو، إلا أن هذا الرقم قابل للزيادة مستقبلاً. كما يوجد تنسيق مستمر بين المسؤولون الروس ونظرائهم الكويتيين لتطبيق الإعفاء المتبادل من التأشيرات تسهيلاً للسفر بين البلدين؛ حيث ستنعكس إتاحة السفر من دون تأشيرة بزيادة كبيرة في أعداد المسافرين.
وانطلاقاً من حرصنا على تلبية تطلعات السياح القادمون من دولة الكويت وعموم منطقة الشرق الأوسط، أطلقنا عام 2024 دليل موسكو للسائح المسلم، وهو دليل موجه للزوار من الشرق الأوسط ليقدم لهم توصيات حول أبرز المطاعم الحلال والمساجد وأماكن الصلاة، بالإضافة إلى الفنادق والنشاطات الترفيهية بما يتيح لهم الاستمتاع بأجمل اللحظات خلال إقامتهم في المدينة مع مراعاة متطلباتهم واحتياجاتهم.

ونواصل في موسكو جهودنا الرامية لتعزيز تجربة السفر سلسة وممتعة من خلال توفير خدمات سياحية بلغات متعددة تركز على الجانب الثقافي ومعايير الضيافة الراقية، ونعمل من ناحية أخرى على تطوير تجارب تحاكي الثقافة الغنية للشعب الكويتي من خلال استضافة فنانين وموسيقيين وطهاة كويتيين في موسكو بهدف تعريف الشعب الروسي على هذا البلد الغني وتشجيعهم على زيارته.
وبالحديث عن التبادل الثقافي، استضافت موسكو في عامي 2023 و2024 عدة فعاليات ثقافية كويتية، كان أبرزها "أسبوع الثقافي الكويتي"، والذي تضمن معارض فنية لفنانين كويتيين وعروضاً تقليدية ونقاشات حول التراث الكويتي، بالإضافة إلى عروض سينمائية للأفلام الكويتية لتعريف الجمهور الروسي بالثقافة الكويتية.
علاقة سياحية واقتصادية متينة
تمثل هذه الخطوات أهمية استراتيجية كبيرة لتعزيز أواصر العلاقات السياحية بين البلدين، ويعتمد تحقيق هذا النجاح على الاستثمار المتبادل بين الطرفين في البنية التحتية السياحية وقطاعات التجزئة والضيافة. وندرك أن تطوير العلاقات السياحية سينعكس بصورة أشمل على العلاقات الاقتصادية بين موسكو والكويت، إذ يساهم قطاع الضيافة بشكل كبير في تنمية الاقتصاد وزيادة الإيرادات المحلية. ووصل حجم الإنفاق خلال تسعة أشهر إلى أكثر من 10 مليار دولار، بينما ستتلقى الميزانية 1.4 مليار دولار. كما ارتفع معدل إشغال الفنادق في موسكو بمقدار ست نقاط مئوية مقارنة بعام 2023 ليصل إلى 76%، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة أعداد الزوار الدوليين، بمن فيهم السياح الكويتيون الذين لهم دوراً كبيراً في ازدهار قطاع التسوق الفاخر في موسكو من خلال شراء السلع الفاخرة والقطع التذكارية.
كما أن لرجال الأعمال الكويتيون مشاركة بارزة في المعارض التجارية الدولية وقمم الأعمال في موسكو، وهو أمر أساسي في تعزيز الشراكات التجارية والتعاون الدبلوماسي لزيادة فرص الاستثمار وجعل قطاع السياحة جسراً رئيسياً لتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
رؤية مستقبلية واعدة
تصب كل هذه الجهود في إطار رؤيتنا المستقبلية لجعل موسكو وجهة سياحية رائدة بين السياح الكويتيين وتعزيز حركة السياحة من وإلى الكويت بما ينعكس إيجاباً على الطرفين، ويسعدنا العمل على الإعفاء من متطلبات التأشيرة، كما نطمح إلى مواصلة إرسال بعثات الأعمال والسياحة؛ حيث ركزت أكثر من 40% من بعثات الأعمال الدولية في موسكو عام 2024 على منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الكويت. ونعمل في إطار ذلك على تنفيذ جولات دراسية لقطاع السياحة، وزار في أغسطس 2024، ممثلون من قطاع السفر الكويتي موسكو لاستكشاف المعالم السياحية والفنادق وما توفره من فرص تجارية.
تشكل هذه المبادرات خطوة أساسية في إطار رؤيتنا الشاملة لتعميق التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، وأود ختاماً أن أتوجه بدعوة مفتوحة لأصدقائنا في الكويت لزيارة موسكو واستكشاف ما تقدمه، ونؤكد لهم أننا ملتزمون بتقديم تجربة ممتعة وغنية باللحظات الاستثنائية.
ونتطلع إلى استقبال المزيد من الزوار الكويتيين في مدينتنا الجميلة ونأمل أن نستمر في التعاون لبناء جسور التواصل من خلال السياحة وتعزيز التفاهم الثقافي، الأمر الذي من شأنه دفع عجلة الازدهار الاقتصادي في كل من موسكو والكويت.
يفغيني كوزلوف، رئيس لجنة السياحة في مدينة موسكو

.jpg)
.jpg)