خلال لقاء مفتوح على "انستغرام"
سلمان العماري: لن أخلي نواف ابني في الساحة لأنه "هايكل الجو مني"
- السقاف: "لابا" تستعد لإطلاق مشروع فني تراثي في يناير لحفظ ذاكرة الوطن يقوده العماري
- "السنجني" يؤدى عقب دهان السفينة تعبيرًا عن الفرح بها.. وليس عند الوصول
- الفنون البحرية عملية وترفيهية.. و"اليامال الراكد" يكون مع التيار عكس "اليامال المحرقي
- الهواية تمنحني الشعور بالحرية ولا تقيدني.. والمهم في "النهامة" إحساسه وليس حلاوة صوته
استضافت أكاديمية الفنون الأدائية "لابا" الفنان القدير سلمان العماري عبر "لايف لابا" في تطبيق "انستغرام" في لقاء مفتوح حول "الفنون البحرية"، أدارته فارعة السقاف رئيس مجلس إدارة لوياك التي قالت بأن "لابا" تستعد لإطلاق مشروع فني تراثي مهم في يناير القادم لحفظ ذاكرة الوطن يقوده العماري. فمن 20 يناير إلى 17 فبراير سيقدم الفنان القدير كل أربعاء حديثًا شيقًا عن الفنون البحرية وتطبيقات ونماذج عملية بمشاركة الشباب على الإيقاعات.
كما أكدت على أن العماري ليس ضيفًا عاديًا. فهو حافظ ذاكرة الكويت التراثية ومبدع وفي جدًا للشعر العربي الفصيح، وعاشق للتراث الحضرمي. ودائمًا ما يكرر أنه "هاوٍ" وليس بمحترف، فإذا كان هو حال العماري الهاوي فكيف سيكون العماري المحترف؟!
أيضًا عبرت السقاف عن سعادتها بانضمامه إلى مجلس إدارة لابا وتبنيه لتقديم مادة تثقيفية للأجيال الشابة مشيرة إلى تعاونه المثمر منذ سنوات مع مؤسسة لوياك.
ويمكن مشاهدة اللقاء على حساب "لابا لوياك" على الانستغرام @lapaloyac حيث أدى العماري بصوته العذب الشجي مجموعة من المقاطع والنماذج الغنائية لمختلف الفنون البحرية التي تصاحب رحلة السفن لأغراض عملية، أو ترفيهية عن البحارة، وختمها ب "زهيرية" وطنية تتغنى بالكويت. وإلى تفاصيل الحوار:
- إلى متى ستظل تُطلق على نفسك لقب "هاوٍ"؟ وهل هي مسألة تواضع؟
ـ التواضع لابد منه. لا أستطيع أن أقول عن نفسي "محترف" لأن ذلك يقيدني.. فالهواية تمنحني الشعور بالحرية ولا تقيدني بشيء معين.
- لكن أي شخص يمارس أي فن لأكثر من ساعتين فإنه ينتقل من الهواية إلى الاحتراف إذا تمرن عشرة آلاف ساعة.. فأظنك تجاوزت هذا الزمن بمراحل؟
ـ بالنسبة لي بدأت هوايتي منذ حوالي 35 سنة وأحيانًا أمارسها لمدة ساعتين أو أقل.. وأحيانًا تمر أيام دون أن أغني.
- قبل أن ندخل في تفاصيل.. ماذا عن الأسرة.. ومن أين جاءت بذرة الفن؟
ـ بذرة الفن جاءت من الوالد فهو كان محبًا للفنون ويمارسها في عزلته في شبابه، وكذلك أخي خالد.
ـ ابنتي الكبيرة "غرام" وبعدها "نواف" و"بدرية" و"مبارك" و"عبد الله". وفقط "نواف" أخذ مني مسار الفن وهو فنان جيد وصوته وايد أحلى من صوتي.. وإجادته لفن الصوت إجادة تامة.. وهو مستمع لأنواع من الغناء الشرقي والهندي والتركي أكثر مني ولا يقتصر على المحلي مثلي. لذلك طول ما أنا موجود لن أخليه في الساحة لأنه "هايكل الجو مني" (مازحًا).
- ما سبب شغفك بالفن البحري؟
ـ أحببت أهل الفن قبل أن أحب الفن، وشعرت بمعاناتهم، وبعد ما تعمقت في إبداعاتهم لم أجد أحدًا يذكرهم. فهم كانوا بحارة وكان البحر مصدر الرزق للكويت قبل النفط. وكانوا يأتون من نجد ومن شبه الجزيرة العربية، وكانت موسيقاهم فيها الأنين والونين والحنين. وكان "النهام" يغني بالآه دائمًا. فهذا الشيء جعلني أتولع في الفنون البحرية وجلست مع "نهامة" سافروا في البحر وعاشوا تجارب كثيرة. لذلك بعضهم لو "نهمت" أمامهم وأحسوا بالكلام كانوا يبكون من تأثرهم. لذلك فهمت الفنون البحرية العملية والترفيهية بحذافيرها.
- هل هناك "نهامة" تعتبرهم مرجعًا لك؟
ـ كنت أسمع الفن البحري قبل أن أتولع بالعود.. خصوصًا سالم العلان فهو صاحب حنجرة ذهبية. والنهام بغض النظر عن جمال وحلاوة صوته فالمهم هو إحساسه بالغناء. وكانوا في الأساس ممن ركبوا السفن وسافروا وغاصوا.
- النوخذة على صالح الرومي يقول إن الفنون البحرية كانت متنوعة أكثر من الفنون البرية وطغت عليها.. فهل تغير هذا الوضع اليوم؟
ـ أكيد الوضع تغير.. فاليوم الفنون البحرية العملية لم تعد هناك حاجة لها.
- هل للفنون البحرية ترتيب معين؟
ـ طبعًا.. فمع بداية الرحلة ورفع الشراع هناك غناء يختلف عن الغناء في منتصف الرحلة أو عند الوصول. إذا اكتمل عدد البحارة في السمبوكة والشوعي هذا في الغوص، لأن سفن الغوص قريبة على السيف وليست بعيدة لكن سفن السفر لابد من غناء "اليامال" وهناك"اليامال" المحرقي، ويكون ضد التيار ومع التجديف السريع، عكس "اليامال الراكد" الذي يؤدى مع التيار.
ـ عندما يأمر النوخذة برفع الشراع تكون هناك طاعة تامة وتعاون كامل ويصاحب ذلك غناء النهامة، مع رفع "المرساة" من البحر. وعادة هناك أكثر من نهام كل منهم يلتقط من زميله ويكمل. ومع الانطلاق تكون الصلاة والسلام على الرسول والتوكل على الله وهنا تأتي "الخطفة". وفي كل موقف وحدث في البحر هناك أغنية وإيقاع خاص به. وإذا لم يرض النوخذة عن البحارة لا يسمح لهم بالغناء. وكانت هناك جلسات سمر على الأبوام تتضمن فنونًا كثيرة مثل العدساني والحساوي والخماري والحدادي.
- لماذا هناك "الحدادي" و"الحدادي مخالف"؟
ـ يسمى "مخالف" لأن من يغنون يكون على جانبين مختلفين، وليس على جانب واحد. وفي معظم هذه الفنون يتم استعمال الهاون والمرواس والطبل. باستثناء "الفنون العملية" فتشمل الطويسة والطبل. وفي العدساني والخماري نستعمل "الطارة" و"الطبل". وفن السنجني يتم غناؤه عقب دهان السفينة للتعبير عن الفرح بها، وليس عند الوصول كما يظن البعض.
- وماذا عن "أنواع الأصوات" وأصلها؟
ـ هناك "الشامي" و"العربي" و"الخيالي" واختلف الباحثون حول أصول هذه الأصوات. فالبعض يربط صوت الشامي بهبوب الهواء البارد، والبعض قال إن فن الصوت استلهم من الموشحات. والبعض قال إنها فنون حجازية وتسمية "الشامي" أتت من "الباب الشامي". وهناك من يرجع أصل "الصوت" إلى اليمن. وهو من الفنون الجميلة والمحببة بالنسبة لي.