في ختام سابع ورش الملاذ المسرحي الثاني الذي تنظمه "لابا"
سارة عطا الله: منازل المتدربين تحولت إلى مساحات درامية صغيرة
انتهت أخيرًا ورشة المونولوج الاجتماعي سابع ورش "الملاذ المسرحي ـ2" وقالت سارة عطالله المدربة ورئيسة قسم الدراما في لابا: أتينا من الكويت وسوريا وسلطنة عمان ومصر ولبنان لنجتمع على شاشة واحدة. شاشة أصبحت أكبر من حجم أجهزتنا الإلكترونية لا بل أكبر من مجتمعاتنا الصغيرة. ورشة المونولوج الإجتماعي دامت لخمسة أيام، كانت كافية لأن ننظر إلى محيطنا بعينٍ مسرحية.
من هو جمهورنا؟ وماذا يريد أن يسمع؟ كلا. من هو جمهورنا وماذا نحن نريده أن يسمع.
قضايا القمع والتابوهات تبقى صامتة في المنازل والشوارع ولكن تكسب صوتاً مدوياً على المسرح. الفرق كبير بين الممثل المؤدي، والممثل الملتزم، إذ به يدرس خلفيات جمهوره ويعرف تماماً كيف يذهب به برحلة تفكير عميق. لم نتوجه إلى القلب والأحاسيس، لم نحاكي المشاعر والوجدان، لا بل تواصلنا مع عقل الجمهور وقلنا له ما كان يتجنب أن يسمعه. تحولت منازل المشاركين إلى مساحات مسرحية صغيرة ضمت إليها جزءًا من مجتمعهم اختاروه إنطلاقاً من دراسة تبين فيها مكان القمع ونوعه، طبيعة المحيط، تاريخه، انتروبولوجيته، درجة حرية التعبير ومقياس العدالة الإجتماعية فيه. انتهينا بباقة من العروض الصغيرة، التي فتحت نوافذ كبيرة، لنفكر سوياً. وإن لم يكن المسرح بخدمة المجتمع، فالأجدر به ألا يكون".
وكان لنا جولة مع المتدربين، والبداية مع عبد العزيز الجميلي الذي قال: مازلنا مستمرين في هذي الرحلة المعرفية التي تقودها لابا نحو مستقبل مسرحي مشرق. وأحد أجمل أجزاء هذي الرحلة هي ورشة المونولوج الإجتماعي، كم معرفي هائل سطرته لنا الأستاذة سارة عطالله في كل دقيقة من دقائق هذي الورشة. الورشة أعطتني فرصة كبيرة في طرح قضية كانت بالنسبة لي مهمه جداً، أستطيع القول بأن هذه الورشة نورت بي جوانب إجتماعية وقضايا عديدة لم أكن أعرف بوجودها".
أما فرح الحجلي فقالت: رغم كثرة همومنا وقضايانا إلا أن المسرح الاجتماعي لم يحظَ بصيت واسع كبقية أنواع المسرح خصوصاً في مجتمعنا العربي ، ويرجع ذلك –باعتقادي- إلى أنه يسلط الضوء على الوجع الذي نتحاشى حتى الاعتراف به ، وهنا تكمن قوّته! اكتشفناه بشكل عملي تطبيقي في الورشة الغنية مع الرائعة ساره عطالله التي حملت سراج الوعي والمعرفة وأخذتنا من ضفة لأخرى في عالمه الذي هو حقيقتنا".
من جانبه قال عصام الكاظمي:
"على الرغم من قصر مدة الورشة، إلا أن المدربة الفنانة المتميزة سارة عطاالله تمكنت كعادتها من إثرائنا بتطبيقات عملية رافقتها جرعات معرفية نظرية مستمدة من تجارب مسرحيين عالمين من أمثال أغوستو بوال رائد مسرح المقموعين وبريشت (بريخت).
هذه الورشة الرائعة مهمة لكل فنان مسرحي يحمل هم إنساني، أتمنى من لابا إعادة تقديمها مجددا وإضافة المزيد من المستويات يكون نتاجها أعمال مسرحية تقدم للجمهور".
الفنانة عبير يحيى قالت: المدربة الرائعة سارة عطا الله استطاعت من خلال ورشة المونولوج الاجتماعي ان تستفزنا وتثيرنا لتخرج المقموع بداخلنا بمونولوج إجتماعي على ورق ومن ثم على المسرح الافتراضي من خلال تجربة zoom مهتمةً بكافة التفاصيل وأدقها من كتابة النص والاداء والاكسسوارات حتى الإخراج".
بدوره قال عبدالملك الشيزاوي: "استفادتي من الورشة كانت كبيرة رغم مدتها القصيرة ويرجع ذلك لتميز الأستاذة سارة عطالله حيث أنني منذ انتهائها وانا اعمل على تجربة اوسع في المسرح الاجتماعي لأنه نافذة القمع الذي يعيشه المجتمع".
حصة العباد قالت: كانت الورشة مهمة رائعة و شيقة ، وهذا ما أكدته المشاريع النهائية التي تميزت بالاختلاف والتنوع في طرح القضايا الاجتماعية ، ما جعلني أتطلع للمشاركة بعمل ينتمي للمسرح الاجتماعي لتوظيف الديكور والأزياء حسب تخصصي المهني وما تعلمته من الورشة".
من جانبها قالت كارين إسكندراني: "بمساعدة المدربة استطعت تنفيذ مشروعي بطرح قضيتي اعتماداً على أدوات بسيطة متوفرة لصنع إكسسوار ذي دلالات توصل الفكرة دون الحاجة لشرحها أوتوضيحها".
حميد البلوشي قال: "كانت الورشة فرصة للتعرف على المسرح الاجتماعي نصاً وتمثيلاً وإخراجاً مع الأستاذة سارة عطالله الإنسانة المثقفة التي استطاعت توصيل المعلومة بطرق سلسلة أفادتنا وأمتعتنا".
وفي الختام توجه المتدربون بالشكر إلى المدربة سارة عطالله التي عرفتهم على المسرح الاجتماعي ولـ (لابا) على الجهود الكبيرة التي بذلت خلال الملاذ المسرحي الثاني ، متمنين أن يتعافى العالم من أزمة كورونا وأن يكون الملاذ القادم على خشبات المسرح وتحت أضوائه.