ما الفرق بين العقاب والتهذيب ؟؟
- يعد التهذيب حجر الأساس في تنشئة طفل يتمتع بصحة نفسية جيدة . غير أن غالبية الآباء لا يدركون الفرق بين التهذيب والعقاب . إذاً.. كيف يختلف هذين المصطلحين عن بعضهما البعض !!
أولا .. لنلق نظرة على ( العقاب ) لأن هذا هو ما تلجأ إليه غالبيتنا – كآباء وأمهات – في المنزل. والمعاقبة تشمل : التأنيب ،التوبيخ ، التعنيف بقسوة ، الصراخ ، الضرب على أي جزء من الجسم والصفع بهدف إخضاع الطفل . ورغم أن تلك الوسائل تفيد – مؤقتا – في منعه من التصرف على نحو سيء ، إلا أنها لا تعلمه كيفية التوصل إلى خيار صائب .

أما ( التهذيب ) فيتعلق بإرشاد الطفل وتوجيهه نحو اتخاذ قرارات سليمة بنفسه . وهذه الوسيلة تجعله أكثر ارتياحا وثقة بذاته ،وبالتالي أكثر احتراما للآخرين . ويؤدي ذلك إلى الإحساس ( بالتعاطف ) والذي يعتبر أساسا لتنشئة فرد يتمتع بمعنويات وأخلاقيات عالية .
إليك بعض النقاط التي يمكن الاستفادة منها :
* تذكري أن التهذيب يستغرق وقتا وتفكيرا ويتطلب محبة وتعاطفا وإبداعا . عندما يتصرف طفلك بشكل سيء حاولي أن تتمالكي نفسك قدر الإمكان . ولا تنسي أن الوسائل القديمة كالضرب والتوبيخ والتعنيف لا تنشئ شخصا يكترث بمشاعر وآراء الآخرين .
* ضعي في اعتبارك أن التهذيب يعني ( التعلم ) . فالطفل لا يعرف بالفطرة كيفية التعامل مع الآخرين أو التصرف بصورة جيدة . وحتى يتعلم الصغار هذه المهارات لا بد أن يتلقوْا رعاية خاصة من قبل الكبار الذين يشكلون قدوة لهم .
* حين يتخذ الطفل قرارا خاطئا تحدثي معه عن ذلك . دعيه يعرف كيف أدت سلوكياته إلى عواقب معينة .ساعديه في التوصل إلى بدائل مختلفة من شأنها أن تحترم مشاعر الغير وتؤدي إلى نتائج أفضل لكافة الأطراف .
* علمي أطفالك مهارات حلّ الخلاف أو النزاع . ولتكن المبادئ سهلة وفعالة . ومن بين تلك المهارات أن يتعلم الطفل كيف يستمع الطفل لأشقائه باهتمام ودون ضغائن وكيف يتصرف نحوهم بتسامح وتعاطف ومحبة . إنها مبادئ تعزز فيه ( الدبلوماسية ) والتي ستتطور معه مستقبلا .

* ساعدي طفلك في اكتشاف مواطن قوته . فالصغار الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم يميلون للتعامل مع الغير باحترام . ولذلك يكون مثل هذا الطفل قويا بذاته ولا يحتاج إلى الشعور بقوته من خلال الإلحاح أو مضايقة الغير . وهذه هي ( الثمرة ) التي نجنيها من تنشئة طفل مهذب حين نراه يتصرف بطريقة يقدّر بها نفسه والآخرين .

* تجنبي الوقوع في " مصيدة " العقاب البدني . صحيح أنه يردع الطفل لبعض الوقت إلا أنه يغذي فيه الإحساس بالخوف ( الخوف من الحرمان من بعض المزايا أو فقدان الأمان من الألم الجسدي خاصة إذا كان يتعرض للضرب مرارا وتكرار ).وربما لن يدرك أن سلوكه كان خاطئا أو كيف أثر سلبا على الآخرين . كما أن المعاقبة لا تعلم الطفل شيئا سوى أن الألم البدني أمر مقبول .
وقد يستغرق تعليم الطفل التهذيب وقتا وجهدا إلا أن المزايا ستكون طيبة بالنسبة للصغار وذويهم . علمي الطفل الصواب من الخطأ بدلا من الضرب والتأنيب والازدراء . هكذا ستنشئين طفلا قادرا على اتخاذ قرارات صحيحة وفقا لمبادئه الخاصة .
