القاهرة- "بريق الدانة"- هايدي فاروق:
اغتيال للبراءة وتعد صارخ على أحلام الطفولة وحمل نفسي لا يستطيع الطفل أن يتعامل معه في المستقبل هكذا يصف خبراء علم الاجتماع والنفس برامج المسابقات التي تصنع من الأطفال سلعه تجاريه تباع وتشترى. فمؤخراً ظهرت بعض البرامج لتثير الكثير من التساؤلات حول إمكانية تحمل الأطفال للضغوط النفسية للمسابقات وقدرتهم على تحمل تبعيات الفشل وهل يستطيع الطفل أن يعي أسباب رفض لجنه التحكيم له أم يصور له عقله أن المجتمع كله هو الذي رفضه.
سهام حسن أخصائية الإمراض النفسية تقول : كل منا يعلم جيداً أن برامج المسابقات الإعلامية تعتمد على الربح المادي للجهة الممولة لهذه البرامج وهنا نقطة فارقة تفصل بين ماهية هدف وغرض البرنامج مع ما ينص عليه حقوق الطفل من قوانين حرمت ومنعت استخدام الأطفال لأي أغراض تهدف للربح لذلك يجب أن تكون لجنه التحكيم من خبراء محترفين حتى لا تتحول تلك المسابقة إلى مهمة خاصة لجمع المال وجني الربح من وراء استخدام براءة هؤلاء الأطفال.
تقصير وإهمال
غير أن أول شيء يتأثر باكتشاف مواهب الأطفال المشتركين في مثل هذه المسابقات هي الدراسة والجانب الأكاديمي الذي يجب أن يكون من أول أولويات تفكير الطفل في هذه المرحلة لأن الطفل يرى أن بالعلم والتعليم يبني مستقبله وحياته بأكملها بمجرد إحلال هذه الفكرة بفكره الشهرة وكسب الأموال من وراء هذه المسابقة تتنحى الدراسة جانباً ويلاحظ تدني مستوى التحصيل الدراسي فالالتحاق في مثل هذه المسابقات يجب أن يكون له شروط من قبل الوالدين على الطفل ومن أهمها أن لا يقصر في واجباته و لا يعطي لمثل هذه المسابقة أهمية كبيرة في حياته لأن الأساس هو التعليم وليس الغناء ونربط في ذهن الطفل أن الغناء هو موهبة يجب أن يمارسها الطفل مثلها مثل الرسم أو لعبه لرياضة ما ويجب أيضاً أن تكون هذه المسابقات تحت رعاية شركات ملزمة ومسئولة عن تدريب المواهب المشاركة في المسابقات حتى تقنن فكرة هذه المسابقة..
اختلال نفسي
. غير أن الأطفال الموهيين الذي يتم اختيارهم بعد اجتياز المسابقة بنجاح يحدث لهم اختلالاً نفسياً ويشعروا بشيء من الغرور والثقة المفرطة بالنفس ويؤثر هذا على تعاملهم مع من حولهم من زملائهم في المدرسة أو مع أقاربهم أو حتى من هو أكبر منهم بالعمر فبمجرد تعرض نفس بشرية صغيرة غير مهيأة أو مؤهلة نفسياً لتقبل فكرة الأضواء والشهرة تجعلها ترى الحياة بمنظور أكبر مما يحب أن يراه وللأسف يراه بمنظور سلبي بحت، غير أن المشاركين الذي لم يسعدهم الحظ تحدث لديهم صدمة نفسية وهي الفشل ورؤية الغير في مكانه كان يوج رؤية نفسه فيها. وهنا يشعر الطفل بالعجز لأنه لا يستطيع أن يعوض الفشل فقد كانت فرصه وضاعت على عكس مثلاً الفشل في امتحان شهري يمكن للطفل المذاكرة بجدية وتعويض ذلك الشهر المقبل أما في هذه المسابقات يكون القرار مصيرياً يقضي على نفسية الطفل بشكل خطير يجب أن نلتفت إليه ونراقب سلوكيات الطفل لأن حتماً ذلك سيؤثر في نظرته لما هو قادم فهل طفلي من النوع القوي الذي يتقبل الهزيمة بصدر رحب ويمضي في ما هو قادم أم يوقف جميع أمور حياته ويدخل في تفاصيل حالة الإحباط والاكتئاب الشديدة فلما المغامرة في شيء لا يعرف مصيره بعد ؟!
مسابقات رياضية
. .سهام ترى أن المسابقات الرياضية تختلف عن هذه المسابقات لأن ليس بها الشهرة والأضواء التي يكتسبها الطفل من التلفزيون بخلاف أن من يخوض مسابقات رياضية يؤهله الأهل والمدربين منذ الصغر على خوض هذه المسابقات ويعرف التعامل بروح رياضية.
لمزيد من المواضيع:
- فن التعامل مع الأطفال
- كيف تستعيد العلاقة الزوجية توهجها؟