اختيرت سلوفاكيا عاصمة للثقافة الأوروبية في 2013 . أما في العام الحالي فقد منحت لقب العاصمة الرياضية لأوروبا . في هذه الرحلة سنتجول عبر إقليم كوشيتسة جنوب البلاد حيث أعيد تجديد أبنيتها ومنشآتها ،مما أضفى على المدينة شكلا ثقافيا متميزا ولمسات فنية خلابة تعد نقطة جذب للسياح .
فنون الشارع
استطاع عدد من المثقفين والفنانين التعبير عن أنفسهم بل وتحويل المدينة إلى مركز للمبدعين . من هؤلاء الفنان (فيكتور فيهير) مؤسس مشروع التواصل عبر فنون الشوارع ،ليقدم أعماله في المعرض المفتوح بالمدينة . فهناك أكثر من 26 جدارية رئيسية تزين المباني. وهكذا حول ( فيهير ) كوشيتسة إلى مدينة للجداريات المعاصرة بمشاركة رسامين أبدعوا في هذا النوع من الفنون من جميع أنحاء العالم . منهم على سبيل المثال ، بينير ، بيزت ،إينتيه ، إيريكا وغيرهم ممن طبعوا أسماءهم على أعمالهم الفنية عبر عدد من الضواحي . ولعل من أجملها جدارية شارك في إنجازها بيزت وبينير ،بعنوان " الشافي " لامرأة حافية القدمين ، ترنو ببصرها نحو السماء فيما تطلق بيديها حمامة بيضاء . يقول ( فيهير ) :" قد تعبر هذه اللوحة عن السلام . مع ذلك يتوقف تفسيرها على مخيلة المتلقي".
برج سيزموند
لتستكشف الجذور التاريخية لا بد من زيارة البلدة القديمة في سلوفاكيا والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر حيث شيد برج سيزموند شمالا . ومن هنا يمكنك الاستمتاع بتأمل جمال شارع هافانا أوليتشا الرئيسي . أما أسفل البرج فتوجد النافورة الغنائية الراقصة . وهي من تصميم أدولف لانج وفقا لمزيج من الفن الباروكي واللمسات الحديثة .
الثقافة المعاصرة
تعتبر ( براتزلافا ) عاصمة كوشيتسة حيث يقصدها الكثير من الملوك ورؤساء الدول والمشاهير . أما اليوم فقد بدأت تجتذب رجال الأعمال والسياح من جميع البلدان. وعلى بعد خطوات من المركز التاريخي الذي يجمع الماضي بالحاضر ، توجد ثكنات عسكرية قديمة وحوض سباحة يعود تاريخ بنائه إلى الخمسينيات من القرن الماضي ، من تصميم المهندس المعماري لاديسلاف غريغ . وكل منهما يستخدم كمساحة فريدة من نوعها لتعزيز الثقافة والفنون والتعليم .
خارج حدود المدينة
- يعد استكشاف المناطق المحيطة متعة إضافية .إذ يمكنك زيارة هضبة قلعة (هرادوفا) شمالا حيث توجد آثار القلعة منذ العصور الوسطى والتي تحيط بها الغابات من كل جهة . أو اصطحب أطفالك لزيارة حديقة الحيوان المجاورة ، والتي تعد ثالث أكبر حديقة حيوان في أوروبا . أما في جنوب شرق كوشيتسة فهناك البساتين الممتدة وإقليم كوياك لزراعة الكروم .
تمثال ساندر ماراي
في أحد شوارع المدينة نصب تمثال ساندر ماراي ، أحد أهم الشخصيات الثقافية في القرن العشرين . وهو للنحات بييتر كاسبر . إذ يبدو الكاتب الروائي جالسا بهدوء ، كما لو كان على أهبة الاستعداد كي يصحبك لتتأمل مسقط رأسه ، حيث تتردد أصداء أعماله التاريخية .