القاهرة- "بريق الدانة" - حسن أحمد
استطاعت الفنانة الشابة مريم حسن أن تلفت الأنظار إلى موهبتها من خلال مجموعة من الأدوار المتميزة سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، آخرها مسلسل "أريد رجلا" الذي جسدت من خلاله شخصية زوجة ترفض تسلط زوجها وتقاوم فكرة زواجه من امرأة أخرى .
وفي حوارها مع "بريق الدانة" تكشف مريم حسن عن تفاصيل تجربتها في مسلسل "أريد رجلا" وأسباب حماسها له، كما تكشف عن أسباب غيابها عن الشاشة الفضية رغم أن بدايتها كانت من خلال السينما، وكذلك أبرز طموحاتها الفنية في العام الجديد .
كيف ترين تجربتك في مسلسل "أريد رجلا" ؟
أعتز بهذه التجربة خاصة أن المسلسل كان له صدى جيد عند الجمهور، فضلا عن أنه يطرح قضايا تتعلق بالمرأة وهذه النوعية من الأعمال قليلة إلى حد كبير، فأغلب المسلسلات لا تركز على مشاكل المرأة رغم أنها نصف المجتمع، والغريب أن يتم تجاهل القضايا النسائية رغم تأثيرها المباشر على الأسرة والمجتمع بشكل عام، لذلك كنت سعيدة جدا لأنه أخيرا عادت قضايا المرأة لتجد مكانا على الشاشة الصغيرة .
هل حماسك للمسلسل يرجع لكونه يطرح قضية نسائية أم هناك أسباب أخرى؟
بالتأكيد تعرض المسلسل لقضايا المرأة كان سببا مهما لحماسي للعمل لكن كان هناك أسباب أخرى، فالمسلسل مكتوب بشكل جيد والسيناريو قريب جدا من الواقع، لأنه من الممكن أن تكون القضية مهمة لكن التناول ربما يكون سطحيا أو بعيد عن الواقع، لكن في "أريد رجلا" وجدت نفسي أمام مشاكل موجودة في الواقع، كما أن دور "أمينة" الذي قدمته خلال حلقات العمل كان جديدا بالنسبة لي
وما شكل الاختلاف الذي وجدتيه في شخصية "أمينة"؟
شخصية أمينة كانت مختلفة في كل تفاصيلها عن كل الشخصيات التي قدمتها من قبل، فهي شخصية أرستقراطية تتعرض لصدمة عنيفة لأن زوجها يتزوج من أخرى لأنها لا تنجب ذكور، فترفع ضده دعوى قضائية، وأنا أعجبت جدا بالشخصية لأنها تمسكت بحقها ورفضت أن تكون ضحية .
لكن الشخصية تبدو غير واقعية خاصة في مجتمعاتنا العربية ؟
ربما تكون مثل هذه الشخصيات التي تدافع عن حقها وترفض الظلم الذي تعرضت له من زوجها قليلة بالفعل في المجتمعات العربية، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة، فهي موجودة ولكن في أوساط معينة، فالمستوى الاجتماعي للشخصية كان مبررا لرفض واقعها ورفض طريقة تعامل زوجها معها، وقد يكون من الصعب أن تسلك امرأة تعاني من الفقر نفس الأسلوب الذي لجأت له أمينة في المسلسل .
ينتمي مسلسل "أريد رجلا" إلى نوعية مسلسلات الـ60 حلقة، فكيف ترين هذه التجربة ؟
التجربة كانت ممتعة جدا بالنسبة لي رغم الإرهاق الكبير الذي واجهته أثناء التصوير، حيث كنا نعمل أكثر من 14 ساعة يوميا، وتجارب مسلسلات الـ60 حلقة انتشرت في الفترة الأخيرة ووجدت طريقها للعرض على الفضائيات، بل إنها تفوقت في كثير من الأحيان على المسلسلات التركية، فالمسلسلات المصرية تعبر عن واقع موجود بالفعل في المجتمع على العكس من المسلسلات التركية التي تعتمد على المناظر الطبيعية وتطرح قضايا غريبة عن مجتمعاتنا .
لكن البعض ينتقد مسلسلات الـ60 حلقة بدعوى أنها تلجأ إلى التطويل في الأحداث ؟
من الظلم تعميم هذا الحكم على كل مسلسلات الـ60 حلقة، خاصة أن هناك العديد من الأعمال الجيدة التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، ولو كانت تعتمد على التطويل ما كان الجمهور تابعها أو أرتبط بها، وفي تجربتي بمسلسل "أريد رجلا" كانت كل حلقة تشهد تطورات جديدة، فضلا عن أن المسلسل تميز بسرعة الإيقاع .
ماذا عن العمل مع النجم الأردني إياد نصار ؟
أعتبر أن تجربتي مع إياد نصار من أهم المكاسب التي خرجت منها في مسلسل "أريد رجلا"، فهو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وسرعان ما نشأت بيننا صداقة أثناء التصوير، فإلى جانب موهبته الكبيرة كممثل فهو أيضا إنسان رائع وأتمنى أن تجمعني به أعمال أخرى جديدة في الفترة المقبلة.
هل خطفتك الدراما التلفزيونية من السينما ؟
الدراما التلفزيونية لم تخطفني من السينما، لكن للآسف السينما مرت خلال الفترة الماضية بأزمات عديدة تسببت في غياب العديد من الفنانين عن الشاشة الفضية، فأنا بدأت مشواري كممثلة على شاشة السينما من خلال فيلم "45 يوم" مع أحمد الفيشاوي وغادة عبدالرازق وهشام سليم، وبعده مباشرة قدمت دور البطولة في فيلم "ولد وبنت" مع أحمد داود والفنان الراحل سامي العدل وسوسن بدر، وكانت طموحاتي كبيرة جدا لكن للآسف تراجع حجم الإنتاج بشكل حاد بعد ثورة 25 يناير، وأتمنى أن تعود السينما في الفترة المقبلة لسابق عهدها .
هل تعتبرين فيلم "ولد وبنت" نقطة انطلاقك كممثلة ؟
بالتأكيد، ففي هذا الفيلم أدرك الجمهور والنقاد أن هناك موهبة جديدة تسعى لإيجاد مكان لنفسها على الساحة الفنية، وأنا أعتز بالفعل بتجربتي في هذا الفيلم، وتوقعت أن يأتيني بعده عروض سينمائية أخرى لكن للآسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
كيف عوضتي غيابك عن السينما ؟
بعد تجربتي في فيلم "ولد وبنت" قررت التركيز على الكيف وليس الكم، لذلك رفضت تقديم أفلام مستواها أقل كثيرا من "45 يوم" و"ولد وبنت"، ووجدت أن الدراما التلفزيونية نافذة مهمة من الممكن أن أثبت من خلالها موهبتي، وهو ما تحقق من خلال عدد من المسلسلات أبرزها "الشوارع الخلفية" مع الفنان الكبير جمال سليمان والفنانة ليلى علوي .
ما الذي استفدتيه من عملك مع جمال سليمان وليلى علوي ؟
استفدت الكثير جدا من وقوفي أمام نجمين كبيرين بحجم جمال سليمان وليلى علوي، فكل يوم تصوير كنت أتعلم منهما وأكتسب خبرات جديدة، خاصة أن أغلب مشاهدي كانت أمام النجم جمال سليمان لأنه كان يقدم دوري والدي، من شدة صدق هذا الفنان الرائع شعرت أنه أبي بالفعل .
ما هي أبرز أحلامك الفنية ونحن نستقبل عام جديد ؟
مازلت أحلم بتقديم أعمال فنية جديدة تكشف عن موهبتي وتضيف لرصيدي عند الجمهور، وأتمنى أن يشهد العام الجديد عودة السينما المصرية لسابق عهدها وأن تشهد انفراجة على مستوى حجم الإنتاج، خاصة أنني أحلم بتقديم فيلم استعراضي كما أحلم بتقديم أفلام رومانسية لأن هذه النوعية تكاد تكون اختفت من على الشاشة رغم أن الجمهور يفضلها ويقبل على مشاهدتها .