القاهرة- "بريق الدانة"-هايدى فاروق:
كتبت الفنانة ايتن عامر على الانستجرام الخاص بها رسالة غير موجه لشخص معين "يوم أن تقرر أن تطلب يدي للزواج لا تفعل ذلك بطريقة تقليدية ياريت تكتبلى (will u marry me) داخل علبة ساندوتش برجر بما أني بحب الأكل أو اكتبها وضع الورق وأنا بدفع حسابي في أي كافيه بدل الفاتورة أو وقفني على شاشة تلفزيون وخليني اقرأ الكلام بصوت عالي جداً أو أدخل على مكان التصوير أنت وأربعة أصحابك أو أصحابي وامسكوا ورق بنفس الجملة والأهم أنك تنزل على ركبك وتقولها لي عشان نفسي أعيط وأقول yes . أنا بحذرك لو ما كنش كده أنا هرفض الجوازه من بابها قولوا تافهة قولوا ضايعة بس أحنا اللى بنعمل ذكرياتنا".هكذا نحن النساء نعشق المفاجآت الأمور غير العادية كسر الروتين في الحياة ربما تبدأ الحياة الزوجية بكثير من الصخب . كيف تستعيد المشاعر توهجها؟ سؤال يطرحه الكثيرين بعد سنوات من الزواج وزيادة المشاكل والخلافات الأسرية بسبب الروتين والملل يفقد الكثير من الأزواج مشاعر السنة الأولى من الزواج . وقد غنت السيدة الكبيرة أم كلثوم (فرحة أول سلام ). لكن مع زحمة الحياة تتلاشى المشاعر تدريجياً ويختفي الحب ليحل محله مشاعر أخرى. غير أن الإحساس بالتملك وأن الشخص الآخر أصبح متاحاً في كل وقت يجعل العلاقة فاترة باردة ليس فيها جديد. قبل أن نقدم الحل دعونا نتطلع لمشاكل كثير من النساء والرجال بعد سنوات من الزواج والإنجاب:

سهير وإبراهيم قصه حب عنيفة فإبراهيم يكبر سهير بـ15 عاماً كان متزوجاً من أجنبية ومعه جنسية فرنسية وقضت سهير شهر عسل رائع في دول أوروبا فقد عوضها إبراهيم عن قسوة والدها وغيابه المتكرر عن البيت.
سهير تقول: عشت أياماً سعيدة وكان زوجي دائماً يقول لي أنت أصغر منى بسنوات كثيرة عندما تصبحين في الأربعين سأكون أنا في الخامسة والخمسين من عمري، وبالفعل عندما وصلت للأربعين كان هو مع فتاه في العشرين من عمرها.
سهير تؤكد أن إبراهيم تغير لم يعد الرجل الحنون الطيب الذي عرفته بل أصبح رجلاً آخر مختلف أناني الطبع لا يبالى بمشاعري ومشاعر أبنائه فكرت أن أواجهه لكني فضلت الصمت حتى لا أخسر أبنائي .
سهير تقول أن العلاقة لم تعد تحمل أي مفاجآت أو مشاعر مختلفة لكن النساء عاده يتعلقن برجالهن على عكس الرجل الذي يمل ويبدأ في الانصراف بمشاعره عن البيت والزوجة .
رانيا زوجه حديثه الزواج بدأ معها الملل من حياتها الزوجية بعد عده أشهر نتيجة انشغال زوجها عنها وسكنها بعيداً عن أهلها وعن أصدقائها في إحدى المدن الجديدة، مما جعلها تمر بأوقات عصيبة تعاني فيها الملل والوحدة ولا تجد من تتحدث معه حتى فقدت رغبتها في الحياة ومع زوجها الأمر الذي جعل من سلوكها معه عنيفاً.
رانيا تقول أنه من بعد شهر العسل لم تسافر مع زوجها أو يخرجان سويا فدائما مشغول. تضيف أشعر بالندم لأني تسرعت في الارتباط به فهو شخص عملي جداً وأناني ويعيش من أجل نفسه فقط .
سمير زوج في الأربعين من عمره متزوج منذ عشر سنوات يؤكد أن الملل والروتين في الحياة أمر طبيعي ويجب أن لا يستسلم إليه الأزواج فيجب أن يحاولا معاً من أجل إيجاد شيء مشترك يربط حياتهما معا كهواية مشتركة أو عمل مشترك وأن يتقاسما الحياة معا في حلوها ومرها فالقرارات يجب أن تكون بموافقة الطرفين .
أحمد يختلف مع سمير موضحاً أن المشاركة في كل كبيرة وصغيرة تؤدي إلى الملل لأن كل واحد يجب أن يكون لديه حياة مختلفة عن الأخر كي يشعر بالاستقلالية كما أن الصداقات لدى الرجل شيء مهم جداً فالمرأة التي تمنع زوجها من أصدقائه هي امرأة غير ذكية لأن الرجل كالطائر يحتاج للحرية والانطلاق.

وإذا كان هذا هو حال كثير من الأزواج بعد الزواج فإن القليل منهم من استطاع أن ينجو بحياته بعيداً عن روتين الحياة.
أماني زوجة في الأربعين من عمرها تؤكد أن الملل لم يدخل حياتها لأنه طوال الوقت كان هناك ما هو جديد فبعد الزواج بعام أنجبت طفلتين توأم وكان زوجها مشغولاً بهما جداً وبدأنا معا في رسم حياتهما وتأمين مستقبلهما ولم نشعر بلحظات ملل كان هناك لحظات صعبة ومشاكل مادية لكن زوجي رجل متفاهم متحمل للمسؤولية يعرف واجباته.
أماني ترى أن الرجل الذي يشعر بالملل ويتفاجأ بمسؤوليات الحياة ليس برجل حقيقي لأنها سنه الحياة فقد نشعر بالضيق أوقات من اقرب الناس إلينا ولكن هذا لا يعنى أننا نتركهم وحدهم مع مسؤولياتهم بدعوى الملل أو الروتين لأن هناك أشياء كثيرة إيجابية يمكن أن نفعلها لكسر الروتين فالسفر قد يكون حلاً فعالاً للعلاج إذا كان عند الطرفين رغبة لإصلاح الحياة ويوماً رومانسياً وعشاء على ضوء الشموع قد يكون كفيلا لإصلاح ما أفسدته الأيام .
خبراء علم النفس والاجتماع يؤكدون أن الزواج يمر بمراحل عديدة قد تهدد استمراره وبقاءه أولها السنة الأولى من الزواج والتي قد يصدم الزوجان فيها بطباع بعضهما وبعد ذلك تبدأ هرشة السنة السابعة حيث يكون الملل قد بدأ يتسرب للأزواج و يبدأ كل طرف في تأمل حياته الزوجية من بعيد وتبدأ مشاعر الندم تغزو حياتهما فيحزن كل طرف على التسرع والارتباط بالأخر ويبدأ في مطاردة الفرص الضائعة والبحث في دهاليز الماضي .
بعدها تأتى هرشة الستين مراهقة آخر العمر بعد أن يشعر الرجل بأن العمر والشباب قد ولى وأنه أصبح عجوزاً عليه أن ينتظر النهاية تاركاً كل الفرص وراء ظهره.
رأي طب النفس
الدكتورة هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعه الأزهر يقدم نصائح للمتزوجين يقول : نظراً لظروف الحياة الصعبة وكثرة المشكلات والضغوط اليومية التي تمر بأي أسرة، يمر الزوجين بمشاعر سلبية تؤدي لتراجع في الرغبة الجنسية، والعزوف عن العلاقة الحميمية. وعلى الزوجان أن يبتعدا عن الذكريات السيئة، ويتذكران السعادة التي تملأ الروح بالبهجة والأمل، قائلاً لهما حاولا استعادة الذكريات الجميلة، والأماكن المحببة، حتى العطر له ذاكرة قوية، قومي بشراء واحدة أو اثنتين من عطرك المفضل الذي كان عبيرك يفوح به في أيامكما الأولي، أطلبي من زوجك الاهتمام بمظهره وملابسه ونظافته وتفقدي أشياءه، ولا تقصري فالبيت السعيد والأبناء السعداء يستحقون .
إذا كانت لديك الكثير من الأعباء التي تجعلك منهكة ومتعبة آخر النهار، وزعي المهام على شركاء المنزل (زوجك وأبنائك) مع مراعاة جهوده ودوره كأب ومسؤول عن البيت، بمعنى لا تأخذي دوره وتؤدي عنه ما هو مطلوب منه، لكن برفق أطلبي منه القيام ببعض المهام حتى تتفرغي له ولا تكوني مرهقة، ووزعي مهام الأبناء كل حسب سنه ووعيه وعلميهم تحمل المسؤولية.