بعد غياب استمر اكثر من سنتين، اختارت الفنانة أمل حجازي العودة الى الساحة الفنية من خلال أغنية خاصة بمصر، على أن تتبعها أغنية أخرى باللهجة اللبنانية بعد شهر رمضان المبارك.
حجازي التي اعتبرت ان نجوميّتها لم تتراجع انما احتجبت، أشارت الى أنها لم تكن تستطيع انسانيا ونفسياً أن تغني في حين أن الناس يموتون، موضحة أنه كان من المفترض ان تطرح ألبومها الجديد قبل نحو عام الا ان تأخيراً حصل سببه ايضاً شركة «روتانا» التي أكدت انها «لا تأكل حق أحد» ولكن مثل هذه الامور تحصل «ولا يخلو الأمر احياناً من بعض التأخير».
أمل ترى أن الفن كان أحلى خلال الأعوام الماضية، لافتة الى انها تشعر أحياناً «بالإحباط» لأن الفن صار أكثر ابتذالاً ولم تعد هناك مقاييس محددة للنجاح أو معايير يمكن على اساسها القول ان عملاً معيناً «سيضرب»:
تحضرين لعمل جديد تتحدثين عنه منذ فترة بعيدة ولكنك لم تطرحينه في السوق حتى الآن، فما أسباب التأخير؟
ابتعدتُ قليلاً بسبب الظروف التي يمرّ بها لبنان. الكل يعرف ان لبنان تعرض لموجة من التفجيرات وكان الوضع أشبه بالحرب. كان من المفترض ان أطرح الالبوم قبل عام ولكنني انسانياً ونفسياً لم استطع ان افعل ذلك في حين ان الناس يموتون.
هل نفهم ان سبب التأخير يعود اليك وليس الى شركة الانتاج «روتانا»؟
بل التأخير سببه انا وشركة «روتانا». كان من المفترض ان اكون باشرت في هذه المرحلة الاغنيات ولكن طرأ بعض التأخير من شركة «روتانا».
وما التبريرات التي تتحدث عنها «روتانا» كسبب لتأخير طرح الألبوم؟
هذا الأمر ليس بالجديد، ودائماً تحصل تأخيرات لها علاقة بالإنتاج ولكن شركة «روتانا» لا تأكل حق احد ولكن لا يخلو الأمر من بعض التأخير.
لكن ألا ترين ان قراراتك تلحق بك الأذى وتأكل من نجوميتك وخصوصاً ان اسمك معروف عربياً؟ ومع مرور الوقت الن يؤثر هذا الوضع عليك؟
لا شك أنه يؤثر عليّ لناحية الابتعاد عن الساحة، ولكن اسمي لن يتأثر. وبمجرد ان أطرح عملاً ناجحاً سأعود لما كنتُ عليه سابقاً لأننا في زمن الأغنية الـ «هيت»، سواء كان المطرب جديداً أو متواجداً على الساحة منذ 100 عام. انا مَن قرر التقليل من الظهور الاعلامي والاطلالات التلفزيونية في البرامج، ولست في الواجهة، ولكن هذا الأمر لا يخفف من حجم نجوميتي. نجومية الفنان تتراجع عندما يطرح عملاً فاشلاً او اغنيات غير ضاربة لمرات متكررة، وفي مثل هذه الحالة يمكن القول ان الفنان «يُضرَب بنجوميته». اما بالنسبة للفنان البعيد، فلا شك ان وهجه يتأثر ولا يعود في الواجهة من حيث التواجد اعلامياً وعلى محطات التلفزة وتقديم اعمال جديدة. نجوميتي لم تخفّ وإنما احتجبت.
نعيش عصر الفنان الذي يغني وذلك بسبب تراجع الحفلات في كل العالم العربي، ما تعليقك؟
لا شك أن المعايير تتبدل وتتغير بين فترة وأخرى. وبسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تعيشها الدول العربية، تراجع عدد الحفلات الى حد كبير. هناك دول عربية كانت مهمة جداً على مستوى الحفلات، وخصوصاً مصر وسورية اللتين تأثرتا بسبب ظروفهما الأمنية في حين أن دولاً عربية اخرى تعاني من انهيار اقتصادي. ولكن شخصياً أنا لا اعمل في الفن كي أعتاش منه، بل هو مجرد هواية أحبها. ورفضتُ الكثير من الحفلات لان المادة ليست هدفي من وراء الفن بل لأنني أقوم بالشيء الذي أحبه.
ولو كان لدي طموح مادي لكنت تواجدت في كل الحفلات وفي الإعلانات والبرامج وغيرها من الاشياء التي تدرّ المال، ولكن كما قلت الفن بالنسبة اليّ هواية فقط لا غير. وربما اغيب عشر سنوات لان مزاجي لا يسمح لي بان أطرح أغنية واحدة وربما اطرح في العام الواحد عشرين أغنية. لا شيء يلزمني او يضطرني أن افعل ما أشعر بأنني لا اريد فعله.
البعض يرى أن ظهور النجوم في برامج الهواة « حرقهم» وأثّر على صورتهم، هل أنت مع هذا الرأي أم انك تخالفينه؟
هناك نجوم استفادوا فنياً من خلال ظهورهم كأعضاء لجان تحكيم في برامج الهواة لان الناس تعرفوا على وجههم الآخر وفي المقابل هناك نجوم ألحقت بهم الأذى إطلالاتهم في تلك البرامج.
تقصدين لم «تحرقهم»؟
لا اعتقد ان تلك الاطلالات يمكن ان تحرق الفنان، بل يمكن ان تلحق به الأذى قليلاً، لان الناس ينسون بسرعة. الفنان الذي «يحترق» عند الناس هو الذي تناله فضيحة كبيرة او الذي يقوم بتصرف غير أخلاقي او عندما يطرح اغنيات فاشلة بشكل متكرر.
في الأعوام السابقة كانت عبارة «الظهور الإعلامي المكثف يحرق الفنان» تتردد على ألسنة كل الفنانين، وفجأة أصبحوا كلهم على الشاشات. ما الذي يجعل آراء الفنانين تتبدّل بين ليلة وضحاها؟
وهل الناس يتابعون الفنانين الذين يطلون بشكل متكرر على الشاشة؟ في المقابل، الكل يترقب مقابلة جورج وسوف لأنه لم يطل على الشاشة منذ فترة بعيدة. لنفترض ان السيدة فيروز قررت إجراء مقابلة، مع أنها تبالغ في ابتعادها عن الإعلام، فلا شك ان كل الناس في لبنان والعالم العربي سيكونون بانتظارها. لا شك ان الظهور المتكرر للفنان يجعل الناس يملون منه.
هل يمكن القول ان زواجك وإنجابك خففا من حماسك الفني، وهل اصبحتِ أكثر مزاجية في التعاطي مع الفن؟
عندما يكون الفن أولوية عند الفنان، تحتل حياته العائلية المرتبة الثانية. قبل الزواج كنت أعيش من اجل الفن، وكنت أشغل كل وقتي وتفكيري فيه، أما اليوم فأصبحت في حياتي أشياء كثيرة تشغلني عنه. مثلاً قبل الزواج والانجاب كنت اقوم بجولات فنية الى اميركا واستراليا وكندا، اما اليوم فلم اعد اقبل بمثل هذه السفرات الطويلة. الى ذلك، فإن الفن نفسه تغيّر، وهو كان في السابق اجمل أما اليوم فيصيبني الإحباط لأن ثمة اشياء كثيرة تغيّرت فيه. معايير النجاح اختلفت والفن نفسه صار أكثر ابتذالاً ولم تعد توجد مقاييس محددة يمكن على اساسها القول ان عملاً معيناً سـ «يضرب».
هل نفهم أن الفن بظروفه الحالية لم يعد مناسباً لك؟
الأمر ليس كذلك ولكن الفن كان أحلى. في النهاية كل فنان يقدم الفن على طريقته وبالشكل الذي يناسبه.
بين التمثيل والتواجد كعضو تحكيم في برنامج للهواة، ايهما تختارين؟
لا افكر في هذين المجالين، ولكنني تلقيت الكثير من العروض التمثيلية، ولكنني ارفض التمثيل في الوقت الحالي، وربما يتغيّر الوضع في الفترة المقبلة. اما بالنسبة لبرامج الهواة، فلا افكر بخوض تجربة التواجد فيها، لأن شخصيتي متسامحة وربما أقول نعم لكل المشتركين بينما هناك فنانون يسخرون منهم ويستهزئون بهم وانا لست من هذا النوع.
تقصدين ان مكانك ليس على كرسي التحكيم؟
بل إن هذا الأمر ممكن جداً ولكن بطريقة مختلفة.
تقصدين لناحية تعاطي الفنانين مع المشتركين؟
طبعاً. السخرية من المشتركين ليست مقبولة على الإطلاق، مع ان هناك مشتركين «بيضحكوا كتير» لانهم لا يملكون صوتاً جميلاً وبالرغم من ذلك يشاركون في برنامج يتطلب اصواتاً جميلة، وربما القيمون على تلك البرامج يتعمدون إظهارهم فيها، لأننا نشعر احياناً بان بعض التفاصيل مفتعلة.
ما رأيك بتجربة هيفاء وهبي في برنامج «شكلك مش غريب»؟
أنا لا أشاهد هذا البرنامج.
المخرج محمد سامي قال في برنامج «شكلك مش غريب» انه لا يستطيع ان يحفظ شكل الفنانة الراحلة ذكرى كما شكلك لأنك تغيّرين فيه دائماً. هل توافقينه الرأي؟
ولكن كل الناس يعرفونني عندما أسير في الشارع! انا بطبعي احب التغيير في شكلي سواء كنتُ او لم أكن فنانة، والناس يحبون التجدد في شكل الفنان. الفنان نفسه يمكن أن يملّ أحياناً من شكله، ومثله المشــــاهدون ولذلك فإن التغيير والتجديد مطلوبان منه. لكن التغيير الذي أعتمده ليس جذرياً، ولم يحصل هذا الامر معي إلا في كليب «بيّاع الورد». أما بالنسبة للأعـــمال الباقية فاقتصر الأمر على تغيير التسريحة أو لون الشعر، ولكنني لم اصبغ يوماً شعري باللون الأسود بل بقيتُ فـــي إطار «الفواتح».
بالنسبة للالبوم، متى يمكن ان نعد نفسنا به؟
قبل الألبوم، انتهيتُ من تسجيل أغنية لمصر وهي باللهجتين اللبنانية والمصرية، ثم سأطرح «سنغل» بعد انتهاء شهر رمضان. الأغنية ستكون باللهجة اللبنانية ولكنني لم اخترها حتى الآن، أما بالنسبة إلى الألبوم فلا يوجد موعد محدد لطرحه ولكن هناك مجموعة من الاغنيات المستقلة التي سأطرحها بشكل متتال.