الشاعرة الفولاذية تروي رحلتها بين " الجفا والوفا"
فاتن عبدالعزيز المهيني: حوربت في بداياتي والساحة الشعرية لم تعد كما عهدناها
- أفوح حباً في وطني الكويت
- ضحيت من أجل اخوتي وشقيقاتي وابنتي فحصدت ثمار ما زرعت
- وفاة والدتي دفعتني للعزلة الإجتماعية
"بريق الدانة"- خاص:
لا يمكن أن نأتي على وجه الكويت المشرق ما لم نتوقف عند محطة الشاعرة فاتن عبدالعزيز المهيني التي وضعت لها مكانة مميزة من خلال المفردة العذبة وشعور طاغ بحب الوطن والأسرة والمجتمع، شاعرة تنتمي إلى جيل أسس الساحة الشعبية في الثمانينات عندما كان للشعر قوته وجزالته وكانت فاتن من الأسماء التي نقشت حروف اسمها من ذهب، من لا يعرفها عن قرب لم يعرفها قط، فمشوار التضحيات يشهد بأنها مرت فيه ذهاباً وإياباً إلى درجة أنها نسيت نفسها، تحملها المسؤولية في سن مبكرة بعد وفاة والدها جعلها بقلب رجل، ووفاة والدتها جعل منها إمرأة فولاذية حديدية قوية لا تعرف الإنكسار، سهرت الليال من أجل أشقائها الستة وإبنتها الوحيدة، زرعت فيهم بذرتها، وروتهم من تعبها حتى اشتدت أغصانهم وأثمروا، جنت ما زرعت وحصدت غرسها فأصبح هؤلاء الأخوة في مواقع ومناصب مهمة داخل وخارج الكويت، في السطور التالية سوف نبحر معها في رحلة الوفاء والجفاء ونتوقف عند مراسيها....
الشاعرة فاتن عبدالعزيز لماذا هذا الغياب؟
أحيانا يواجه الإنسان ظروف قسرية تجبره على الإبتعاد، انسحبت تدريجياً وابتعدت عن الظهور في الساحة الإعلامية لكني موجودة في مكان وصوت آخر بحاجة لي أكثر من كوني شاعرة وإعلامية خصوصاً عنما لا يكون في حوزتي أي جديد.
رحلتك في عالم الشعر ما بين «الوفا والجفا»...
هنا يجب أن نتوقف، ما أسهل الكلام على اللسان وما أصعب الوفاء، كثر الكلام وطال الخطاب وما كثر فينا الا الخطب ،مشكلتنا نتظاهر ونحب ونعطي لكن للاسف في زمن وقتي محدد ينطبق عليه المثل الدارج «قريب من العين قريب من القلب» وهذا المثل عشته كحقيقة وواقع في حياتي، للأسف غاب للوفاء وانتشر الجفاء خصوصاً عندما تعيش في مساحة شعرية شاسعة لا تخلو من المنافسة والحسد والغيرة، قلة الوفاء أدت إلى الجفا، وهنا أتحدث عن شعراء الثمانينات عندما كانت الكويت في صدر المشهد الشعري والمنبع الحقيقي.
من أين أتى الجفاء لفاتن عبدالعزيز؟
لن أذكر الأسماء، وحتى أكون «حقانية» لم أعف نفسي فقد كنت جزءاً من هذا الجفاء خصوصا بعد وفاة والدتي، التي دفعتني للعزلة الإجتماعية وتفرغت للإهتمام بأخوتي.
وكأنني أشتم رائحة حرب اندلعت شرارتها مع بداية دخولك الساحة؟
الحرب كانت شعواء من مختلف الجهات، ففي بداية الثمانينات كان من الصعوبة أن تظهر فتاة كويتية بإسمها صراحة على الرغم من أن قصائدي لم تكن عاطفية بشكل كبير لكن ربما انتابهم القلق بأن القادمة الجديدة قد تسحب البساط من تحت أقدامهم، ومع بزوغ نجوميتي كشاعرة تلقفت المجلات الشعرية قصائدي وصوري فتولد خوف وهلع شديدين الى درجة أن إستبدال اسمي بإسم آخرعندما توجه لي الدعوة من جهات خارج الكويت.
هل كنت بمكانة تمكنك من إثارة الخوف بداخلهم؟
«ليتهم كانوا كذلك» فحينها لم أكن أملك ما يمكن أن يثير رعبهم بإستثناء شاعريتي في الوطن فإذا كان ذلك ما دفعهم للخوف فلهم كل العذر.
كيف ترين الساحة الشعرية حالياً؟
حالياً لا توجد ساحة شعرية وكان من الأولى أن تستمر لكنها إختفت وإندثرت وإستفحلت. اختفت القصائد بألوانها القزحية وظهر لنا شعر مظهر بألوان ومساحيق تجميل محددة "، إنحدار الشعر له مسوغات كثيرة بعدما إكتفى ممن يطلقون على أنفسهم شعراء بقصائد الحب والعاطفة وإختفت الموضوعات والأفكار التي تمس المجتمع.
ومن من الشعراء تريْن بأنهم شعراء حقيقيون؟
من أبناء جيلي ناصر السبيعي، نايف الرشيدي، طلال حمزة، ومن الشعراء الشباب، محمد الجارالله السهلي، بندر طلال السعيد وغيرهم حتى لا أبخس حق الآخرين.
هل يوجد من الشعراء والشاعرات من شوّه الشعر؟
عندما قدمت في فترة سابقة برنامجاً إذاعياً بعنوان «ليلة شاعر» صدمت بمجموعة كبيرة من الضيوف لا يتمتعون بأبجديات وأخلاقيات الشاعر الحقيقي بل كل واحد مجرد «ينظّم» الشعر فقط، وهذا من أسباب إبتعادي عن الساحة.
لكن...
وهذا لا يمنع وجود شاعرات يمتلكن مقومات الشعر الحقيقية لكن تمنعهن ظروفهن القسرية من الظهور علناً.
سبق أن إتهمت بوجود من يكتب لفاتن عبدالعزيز؟
منذ أول ظهور لي في الساحة أشيع عني مثل هذه الأقاويل، المفارقة من ادعى ذلك اختفى واستمرت فاتن.
الأسرة؟
هم كل حياتي، وطني، ملاذي، بعد وفاة والدي كانت وصيته اخواني الستة ووالدتي، نذرت نفسي من أجلهم، نعم تعبت وسهرت الليالي فقد كانوا يستحقون مني ذلك والحمدلله جنيت ثمراً فغرسي كان مباركاً.
وعرين...
آه.. فلذة كبدي، ابنتي الوحيدة والمدللة، هي الغالية
هل تعرفين ماذا تقول عنك..
اقرأها من عيونها فهما يحكيان كل القصة، وحتى احفادي هم جنتي.
قصيدة أول الخطوات
أول الخطوات وياه إبتديت
عشقت صمته وثورته
عشقت أخطاءه ومعاه أنا خطيت
إيه أحبه وإعترف إني هويت
مو حرام العشق دام مثل حبي ما لقيت
له عيون كلها جنون
نظرته تجرح وتذبح
فيها ذبت وفيها ابتليت
طيب ورائع حنون
يامر وعلى عمري يمون
ولو طلب والله عطيت
شامخ وله هيبة غريبة
له اسم عز وصيت
غالي يتغلى وأغلى من عشقته اغتنيت
وإن زعلت أو ثرت أو لحظة غضبت
بين أحضانه إرتميت
يحتويني بطيب وينسى
وانا بعدي ما نسيت
اشكثر عاتبته عاندته
تجاهلته ورحلت
وشكثر أرجع ولعيونه بكيت
أعشقه وأعشق هدوءه
أعشق إصراره وبعشقه اهتميت
هو عمري حبي دنيتي
أجمل حب بأحضانة إرأتيت
الله ياهو العشق يذبح
إشكثر ناس نهوني ما وقفت إنتهيت
لا تلوموني عشقته وبعشقه
حب الكويت