"بريق الدانة"- خاص:
كثيرة هي الأماكن التي تحتضن المواهب من الأطفال والواعدين، لكن نادي المتطوع الصغير التابع لجمعية الهلال الأحمر الكويتية كان فكرة غير مسبوقة ولدت صغيرة ، سرعان ما كبر هذا المولود وأصبح واحداً من الأندية التطوعية المهمة في الكويت.
" بريق الدانة " قامت بجولة ميدانية إطلعت فيها على أرض الواقع ورصدت الكثير من الجهود التي يبذلها القائمون على هذا النادي التطوعي سواء على مستوى المدربين أو المتدربين من الأطفال ، عدسة " بريق الدانة " يمكنها اختزال المشهد الإنساني بمجموعة من الأطفال أخذوا زاوية من النادي يقودهم أكبرهم سناً الذي كان يلوح بيده مختصرا ما تعلمه من المدربين في مجال القيادية، وطفلة أخرى إفترشت لها طاولة يحيط بها مجموعة من الأطفال تدربهم على كيفية تعلم التنفس الإصطناعي ، وفي زاوية أخرى وقفت إحدى الفتيات تمسك بمجلة جميلة هي نتاج ما تعلمته في مجال الإعلام المقروء حيث إسندت لها وزميلها مهمة إعداد مجلة.
" لوحات تطوعية إنسانية شكلتها مجاميع من الأطفال في إعمار متفاوته غرس في داخلها حب العمل التطوعي" ... بهذه الجملة بدأت المشرف العام ومدير نادي المتطوع الصغير ايمان حسن الشراح حديثها قائلة :"كان الأمر مجرد فكرة عابرة ، لكن ردود الأفعال الإيجابية من قبل أولياء الأمور والتفاعل الكبير والنتائج الإيجابية جميعها كانت دافعا لنا لبلورة الفكرة الى شي أكبر وأشمل ، والحمدلله جميعا كفريق متطوع حملنا على عاتقنا هذه المسؤلية وتحولت الفكرة الى ناد شامل واحترافي.
لماذا العمل التطوعي تحديداً؟
بلا شك الكويت بلد جبل على العمل التطوعي والإنساني منذ الأزل ، ونحن كمتطوعين من رسالتنا الأولى تعزيز هذا المفهوم والعمل بإجتهاد حقيقي على العمل به ، في نادي المتطوع الصغير يتم إحتضان الأطفال وغرس الكثير من المبادئ والقيم وصقل ابداعاتهم المختلفة من خلال عمل تطوعي يشارك فيه الصغير قبل الكبير.
إذا الأطفال هم الفئة المستهدفة؟
بالتأكيد خصوصاً وأن هذه السن يكون الطفل عبارة عن طاقة كامنة تحتاج إلى تفريغها بالشكل الجيد والمطلوب وتهيئة الطفل لاستقبال مجموعة من القيم الاجتماعية الإيجابية يتم غرسها بشكل احترافي تدريجي من أجل الدفع بعجلة التنمية وتعزيز التكافل والتضامن الإجتماعي في نفوسهم وتنمية قدراتهم وإكسابهم المهارات التي ستفيدهم في أعمالهم التطوعية وفي حياتهم.
ما هي المجالات التي يتضمنها النادي؟
من أهداف نادي المتطوع الصغير تعليم المبادئ السبعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وغرس مبادئ العمل التطوعي والعطاء، وإكساب الأطفال ثقافة التطوع وتدريبهم على بعض المهارات التي تساعدهم على فهم حاجات المجتمع، وتنمية الحس الجماعي لدى الطفل، والعمل ضمن فريق واحد ليكون عضوا نافعا لنفسه ولمجتمعه.
قبل قليل تطرقت إلى ردود أفعال أولياء الأمور؟
فعلاً وهي كانت الزاد الذي دفعنا من أجل الاستمرارية فالأمر يتجاوز استغلال وقت الفراغ عند الطفل الى أمر أكبر وهو ماذا يستفيد الطفل خلال الساعات التي يقضيها داخل النادي، وبلا شك فان الأهالي لا يغامرون في مثل هذا الأمر ، لكن كون ان النادي ينمتي الى واحدة من اعرق الجمعيات المعنية بالعمل التطوعي والإنساني هذا شجعهم بشكل كبير على تسجيل اطفالهم ، الى جابنب ذلك ما يتلمسونه من نتائج مباشرة تظهر على الطفل وكيف تحول الى شخص فاعل في تصرفاته وافعاله وتعامله مع المحيطين به ، الحمدلله نحن كمدربين راضون كل الرضا عن النتائج التي تحققت لنا خلال فترة النادي .
على ذكر المدربين عل أي أساس يتم اختيارهم؟
بلا شك هذا جانب مهم جداً لعله من الأسباب الرئيسية في نجاح النادي وردود الأفعال الايجابية تجاهه ، وبصورة عامة كافة المدربين هم من اصحاب الخبرة كل في مجاله ، والسيرة الذاتية لكل مدرب تجعلنا نشعر بالفخر والإعتزاز وان اطفالنا في أياد أمينة.
هذا يقودنا الى معرفة ردود فعل المجتمع على وجود مثل هذه المبادرات التطوعية؟
من وجهة نظري الشخصية اجدها ايجابية بكل المقاييس وهنا وعي واضح في دعم مثل هذه المشاريع الإنسانية التطوعية واعتقد ان الأمر يعتبر اليوم بمثابة ضرورة ان يتشارك الجميع في مثل هذه البرامج والأنشطة وتحفيز أبنائهم للمشاركة في الأعمال التطوعية، وما تتركه من آثار إيجابية على الفرد نفسه بالدرجة الأولى وعلى المجتمع بشكل عام.
لو سألتك عن العمل التطوعي ...ماذا تقولين؟
العمل التطوعي هو إنعكاس لرقي الفكر والقيم والثقافة الإنسانية التي يحرص المجتمع الكويتي على غرسها في نفوس أجياله الشابة، والتطوع من أهم أنواع الترابط الإنساني ورمز الازدهار وتقدم المجتمع.