من النادر جداً أن يتحدث الفنان الكبير عن تفاصيل تتعلق بحياته الشخصية وأسرته وأفراد عائلته، فلطالما يرى أن مشواره الفني فقط هو ما يربطه مع وسائل الإعلام المختلفة وأن عائلته دائماً كانت بعيدة عن وسائل الإعلام ، " بو عدنان " الذي يعتبر قامة من قامات الفن في الوطن العربي يفتح قلبه ويسترجع ذكريات يجهلها الكثيرين منه وربما المقربين بعد.
محيطه الأسري ...
والده ووالدته وزوجته السابقة " أم عدنان" ، تحدث عنهم بحب ، وبشوق ،عاد إلى عمر الثمانية أعوام كانت والدته تفرض عليه أن يصوم ويلتزم الصلاة يقول عبدالحسين:" كانت والدتي تدافع عني كثيراً لكنها في ذات الوقت كانت صارمة وشديدة ومربية حقيقية، أتذكر عندما بلغت الثامنة فرضت علي أن أصوم ، وفعلاً كان أول يوم لي شيقاً وطريفاً ، مضت الساعات وأنا صائم " قتلني الجوع " أتذكر آنذاك لم تكن المائد عامرة بالأكل وشتى أنواع المأكولات والعصائر لكن كانت والدتي تدعي أن الفطور سوف يكون " ولا في الأحلام " ، حياتنا عادية بسيطة ومتواضعة، دخلت المطبخ خلسة قبل الأذان بدقائق ، بحثت في الأواني لم يكن إلا " قدر " يتيم على موقد النار ، عرفت أنني سأموت جوعاً من جديد فمددت يدي على " الشربت الفيمتو " وارتشفت وهربت.
على المسرح...
يضيف بو عدنان:" كانت والدتي تدافع عني وتقف إلى جانبي رغم أنها كانت تعترض على رغبتي في التمثيل، ما تزال صورة وجهها الغاضب ماثلة أمامي ، غاضبة لكنها متقبلة الفكرة لأنها تعرفني " عنيد وراسي يابس " ، أتذكر في إحدى المناسبات قررت أن أدعوها لحضور المسرحية " بالصدفة كنت أجسد شخصية لص يهرب بسرقاته مرتديا زيا نسائياً، شاهدتني بهذا الكراكتر فنهضت من كرسيها وغادرت المسرح غاضبة.
شجار مستمر
ويضيف عبدالحسين عبدالرضا:" من الأمور الغريبة التي ما تزال راسخة في ذاكرتي شجار والداي المستمر، رغم قساوته إلا أننا كنا نرى في شجارهما لذة غريبة ، أقسم بالله في كل مشاجرة كنا كأبناء نضحك بهستيرية ، فهما يتمتعان بحس كوميدي وطبيعة، الحوار أثناء شجارهما كانت تدفعنا للضحك فيغضبان علينا.
الوالد...
أما عن والده فيقول :"ابي كان من البحارة القدامى ، كان يسبر البحر ويسافر برحلات الغوص لفترة طويلة ،كان انسانا صبورا يمتلك صوتا عذبا ورغم ذلك لم يكن الفن من هواياته.
واعترف " ابو عدنان" بأنه رجل لا يستطيع التحكم في اعصابه ، واحيانا يخرج عن غضبه لكن غالبا ما يحدث ذلك خلال التصوير والعمل ، مشيرا الى ان الجميع يتقبلون عصبيته لانهم يدركون ذلك وان هدفه مصلحة العمل.
أم عدنان...
أما عن زوجته " أم عدنان " فقال :" لقد إنفصلنا منذ أكثر من أربعين عاماً ، وهي سيدة فاضلة لها مكانة في قلبي وحياتي كرجل ، هي " أم عدنان " ابني البكر والحمدلله افتخر بأبنائي ، ورغم أن والدهم فنان إلا أنهم لم يحترفوا التمثيل ، فقط ولدي بشار يميل نوعاً ما إلى الفن لكن على صعيد خاص من تأليف أو إنتاج ، وإحدى بناتي فهي محامية معروفة.
الساحة الفنية...
وعبر عبدالحسين عن فخره واعتزازه بتسمية أحد المسارح الكويتية بإسمه وهذا تكريم خاص من قبل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الجابر الصباح.
وعن الفنانين الذين تعامل معهم أمثال ناصر القصبي وميس قمر قال :" ناصر" فنان حقيقي ومبدع لكنه يحتاج إلى مخرج يفهم كيف يقدمه بالصورة التي تناسبه، لقد تابعت أكثر من حلقة من برنامج سيلفي :" يجب أن يكون الاخراج بشكل أفضل ، القصبي شخصية هادئة بطبيعته لا يتكلم ولا يتدخل على عكسي تماما.وعن الفنانة العراقية ميس قمر التي شاركته بطولة مسلسله "أبو الملايين" هي ممثلة حقيقية وموهوبة وأثبتت ذلك في أعمالها.
بدايات فنية...
وعاد الفنان عبدالحسين عبدالرضا إلى بداياته المسرحية مع المسرحي زكي طليمات الذي وطأت قدمه الكويت بدعوة من وزير الشؤون آنذاك حمد الرجيب، فكان لوجوده الأثر الكبير في تأسيس المسرح الكويتي واكتشاف هذا الجيل من الرواد وأمثال عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفر ج، غانم الصالح، عبدالله الرحمن الضويحي، أحمد الصالح وغيرهم، موضحا أن طليمات هو من منحه الفرصة الحقيقية للوقوف في مسرحية " صقر قريش" عندما غاب الممثل الرئيس فأديت الدور بديلاً وعندما شاهدني طليمات صرخ بصوت عال :" من الذي جعله ممثلاً ثانيا".
لمزيد من اللقاءات:
- داوود حسين: بيتوتي..
- روان العلي: أرفض الشللية