يحتفل العالم كل عام بيوم المرأة العالمي، وتأخذ الاحتفالات وبرامجها أشكالاً متعددة، جميعها، وبشكل عام، يهدف إلى تعزيز مكانة المرأة ودورها في المجتمع، وهذا من حق المرأة بالتأكيد، ليس فقط لأنها تمثل نصف المجتمع بل أيضاً من تربي النصف الآخر منه...وإن لم يكن هذا محور حديثنا إلا أن الإشارة له واجبة وبالأخص أن الشهر الماضي صادف احتفل العالم بيوم المرأة العالمي.
إن ما نلاحظه اليوم لدى العديد من المجتمعات أنهم يتذكرون مكانة المرأة بهذا اليوم "يوم المرأة العالمي" ويبدؤون بتلميع صورتها وإعطائها مكانتها الحقيقية، التي تزول بعد 24 ساعة تقريباً إن لم يكن أقل من ذلك "أي بعد انتهاء الاحتفالية".
هذه المجتمعات ليست فقط بحاجة إلى توجيه معنوي بل إلى علاج نفسي لأنها تدخل في تناقض مع محيطها تهدف من ورائه إلى تقديم صورة حضارية عنها إلا أنها في حقيقة الأمر هي أكثر ماتكون بعداً عن الحضارة والرقي، لهذا لابد أن تكون مسؤولية المجتمعات المتحضرة فعلاً والتي حصلت فيها المرأة على مكانتها الحقيقية وحقوقها الواجبة لها، أن تخطو خطوة ترتقي فيها إلى ماهو أبعد من الاحتفال والتعريف بالمرأة أي إلى التفعيل وليس التهليل ومساعدة المرأة في تكوين ذاتها وإثبات وجودها وتأكيد حقوقها، وبلوغ هدفها باشراكها في تنمية مجتمعها التي هي الجزء الأهم فيه.
الحقيقة:
المرأة ليست كياناً ضعيفاً بل شفافٌ. وكم نحن بحاجة إلى الشفافية في زمن طمس الحقائق وعولمتها الخطأ وفبركتها المزيفة.
رابعة حسين مكي الجمعة
رئيس التحرير الرئيس التنفيذي