القاهرة – "بريق الدانة"- ولاء الشنواني
تبوح خبيرة التنمية البشرية والعلاقات الإنسانية منال الديب بأسرار البهجة والسعادة وكيفية استقبال العام الجديد بدون كسل وملل، وتعلمنا كيف نضع الخطوات الأولى لتحقيق أهدافنا ،وأساليب مواجة الإحباطات التي تواجهنا ، حرصت بريق الدانة على فتح أبواب العلاقات المتوازنة بين أفراد الأسرة وحتى داخل نطاق العمل، لتعلمنا أساليب الخطط الناجحة التي تكسبنا السعادة والبهجة لحياة جديدة كل عام .
في نهاية العام يصاب بعض الأفراد بحالة من الكسل والإحباط والملل فكيف نواجه تلك الإحباطات لإستقبال عام جديد؟
الإحباط يصيب الشخص الذي لديه خطة أو هدف في حياته، أو فشل في تحقيق أهدافه بصورتها الكاملة، لذلك لابد من وضع خطة على الصعيد العملي والشخصي ويتم تحديد مدى هذه الخطة بمدى أهميتها للفرد، مما يدفع الفرد لدخول مرحلة التحدي من أجل تحقيقها، فهناك خطة قصيرة المدى وهي تبدأ من يوم وحتى شهر، وهناك خطط نصف سنوية وهناك خطط طويلة المدى حيث يتطلب تحقيق الهدف المطلوب بضع سنوات متتالية ،لذلك فعلى الفرد القيام بمراجعة وتقييم خطط العام الماضي، والبحث عن طرق تعديلها والتخلي عن الأخطاء والمعوقات التي واجهته لرصدها وتخطيها فيما بعد، وهناك خطط لم تنفذ بعد أو تستكمل بشكل جيد لذلك نقوم بتعديل آلية تنفيذها لتحقيقها، فحياة الفرد ما هي إلا خطط سواء للزواج أو التعليم أو لإقامة مشروع معين، وحتى لا يصاب الفرد بإحباط عليه أن يقيم أداءه بشكل مستمر وعلى أساسه نقوم بالتعديل حتى نصل لدرجة تنفيذ وجوده أعلى، بالإضافة إلى رؤية الفرد لحياته المستقبلية بشكل مخطط ومحدد ومكتوب لأن الخطط المكتوبة هي أفضل أنواع الخطط وكتابة الهدف يعني 50 % من تنفيذه مما يدفع الفرد لتحقيقه، ولا بد من وضع استراتيجية ال عشرة سنوات وهذا يعني أن الفرد يقيم أداءه بشكل يومي ويلاحظ مدى تحقيقه لإنجازاته اليومية.وعلى سبيل المثال وفي حالة رغبتنا في اتقان لغة ما فهذا يتطلب تجزئة الهدف و تحويلة إلى خطوات وأولى هذه الخطوات هو البحث عن مراكز التعليم المتخصصة، يليها اختيار أفضل هذه المراكز، ثم خطوة الإتصال والحجز، ثم الذهاب وعمل المقابلة الشخصية، يليها الاتفاق على الأيام المناسبة له، وأخيراً حضور المحاضرات وتلقي الكورس وبالتالي وضعت نفسي داخل الحدث ثم تحقيقه.
كيف نواجه إحباطات الحياة بصفة عامة؟
مرور السنوات المتتالية بدون تحقيق أي هدف حتى ولو كان بسيطاً يصيب الإنسان بالإحباط، ولكن إذا قام بتجزئة الهدف إلى خطوات صغيرة سيساعده على إنجازها بشكل أفضل وهذا يشعرة بسعادة وتفائل .
ما هي نصائحك لكي تستقيم علاقة المرء برؤسائه في العمل أو بأفراد أسرتة ؟
العام الجديد هو بداية جديدة ،وهذا لا يعني طي صفحات العام الماضي، بينما الحل هو البحث عن الثغرات الحقيقية لتغطيتها ومراجعة الأخطاء لتجنبها في العام الجديد، وفي حالة حدوث أي مشكلة بين الطرفين سواء في العمل أو الأسرة لا بد من مواجهتها ووضع نفسك مكان الشخص المخطئ في وجهة نظرك، والخروج من بؤرة المشكلة والبحث عن حل يقرب وجهات نظر كافة الأطراف ويرضيهم أيضاً، ولا بد من الحيادية التامة خلال حل أي مشكلة ما ،واستبعاد فكرة طي الصفحة بكل مشاكلها دون حلها وتعديلها وإصلاحها أولاً حتى لا يتسبب هذا بجرح أعمق وهذا على صعيد العمل والأسرة، ففي حالة الإختلاف مع المدير في العمل لابد من استخدام عدة أساليب للبحث عن الطريقة الصحيحة في التعامل معه دون جرح له أو لك كالمرؤوس ،ومحاولة تعديل طرق التعامل التي تكفل كافة الحقوق للطرفين .
وهل هذه الخطوات في إمكان أي شخص تحقيقها أم تتطلب تدريبات معينة؟
بالطبع فهذا الأسلوب يتطلب أخذ تدريبات معينة في مجال التنمية البشرية التي تثقل الفرد بأليات التعامل في العمل والمنزل والمدرسة وغيرها فلا بد من حرص الأشخاص على القراءة في المجالات الإنسانية لإكتساب بعض مهارات التعامل وتوازن العلاقات، فمن الضروري تطبيق هذا المجال في المدارس لتعليم الطلبة كيفية التعامل مع بعضهم البعض وكذلك لغة الحوار مع أساتذتهم، كذلك المعلمين من أجل اكتسابهم الخبرة الكافية في التعامل مع الطلبة، وأيضاً الأباء لا بد من تدريبهم على كيفية التعامل مع أبنائهم لإزالة العقبات والحواجز التي تعوق تعاملهم وهذه الكورسات متخصصة ابتداء من كيفية تعامل الأطفال والمراهقين وحتى الشباب
الأجواء المحيط بنا قد تصيبنا بالإحباط والملل فكيف نستقطب السعادة لكي ننعم بالحياة ؟
مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر، ولا بد من معرفة الأشياء التي تسعدني سواء كلمة رقيقة، أو هدية من شخص عزيز عليك ،وانتظارنا لحدوث شيء يسعدنا يعني أننا ليس سعداء وننتظر تحقيق السعادة، لذلك يجب علينا الرضا بالواقع لأن هذا هو السعادة الحقيقية، ويكفي النظر إلى النعم التي أنعم علينا الله تعالى فهذا يكفي لتحقيق السعادة.
هل التنفس بشكل سليم له تأثير على الحالة المزاجية، واتخاذ القرارت المناسبة والصحيحة ؟
بالطبع فهناك نوع من أنواع التنفس يدعي التنفس الإسترخائي وهو أنسب نوع لإتخاذ أي قرار، وفي هذه الحالة الزفير يكون أكثر من الشهيق وأبطء ،وهو يخرج بمرحلة 4 ثم 2 ثم 8 أي نستشق لمده أربع عدات ثم نحتفظ بالزفير بعدتين ثم إخراجه بثمان عدات ، وهذا يجعلني اتنفس بشكل أعمق مما يدفع فصين المخ الأيمن والأيسر يستجيبوا ويدخلنا مرحلة الألفا وهي مرحلة الإسترخاء وهي المرحلة التي نخضع لها فترة إقبالنا على النوم أو أثناء استلقائنا على الوسادة لتأهيلنا للنوم، وهناك مرحلة البيتا وهي أسوء مرحلة لإتخاذ أي قرار لأننا خلال هذه المرحلة نكون منشغلين بأكثر من موضوع وفي حالة توتر من العمل أو المواصلات أو الضغوط ،ولذلك أنصح بدخول مرحلة الألفا وعمل تدريب التنفس أكثر من مرة حتى يدخلنا حالة الإسترخاء المطلوبة من أجل اتخاذ أي قرار، ومرحلة الستا وهي مرحلة النوم العميق التي يتحكم فيها خبير التنويم الإيحائي، أما الدلتا وهي آخر مرحلة وأعمق مراحل النوم ولا يستطيع أحد التدخل فيها ،إذا شعر الإنسان بحالة اكتئاب أو ملل يمكنه تغيير وضع جسدة وأخذ نفس عميق فهذا يمده بطاقة ايجابية.
كيف ننمي ما لدينا مقومات الفراسة ؟
هناك دورات تدريبة متخصصة لتنمية مقومات الفراسة ولكن هناك أسس ثابتةوهناك موهبة في جيناتها الوراثية وذكاء حاد وقدرات خاصة تميز الشخص عن غيره ،لا يعتم الشخص على العلم فقط .
ما هي النصائح التي تقدمينها للقراء بخصوص العام الجديد؟
الحياة مليئة بالتفائل والبهجة فلا بد من تذكرة حديث الرسول الكريم تفاءلوا بالخير تجدوه فبعد الليل فجر ونهار ،ولا زال أمامنا دورا هاماً في الحياة مهما كانت صعوبة الحياة ولا بد من حب النفس دون أنانية وتقديرنا لذاتنا وكذلك حب الحياة، والثقة في قول الله تعالى بعد العسر يسر وهذه العقبات التي تواجهنا هي التي تقوي من عزيمتنا ، ولكي نبدأ عاماً سعيداً يجب علينا الإبتعاد عن كل الضغوط محاولين تجنب الذكريات السيئة، حتى لا يؤثر ذلك على خطتنا المستقبلية فى العام الجديد، بالإضافة إلى الاحتفال ببداية العام الجديد، حتى إن كان عامنا الماضى مليئًا بالأحداث السيئة التى أزعجتنا، فيمكننا الاحتفال بانتهائه بكل ما يحمل من مساوئ، ويجب تجديد العلاقات القديمة وإنعاش الذكريات لنعيد إقبالنا على الحياة، ولا نعني بذلك تجاهل خطتنا المستقبلية إنما التوقف قليلاً عن الأعمال والمهام اليومية، والخروج عن أجواء الحزن ورؤية وجوه جديدة، ربما تعطينا تفاؤلاً بالمستقبل، وتجعلنا نستقبل العام الجديد على نحو مختلف .
ما هي الخطوات الصحيحة من أجل تحقيق أهدافنا ؟
ليس كل ما يحدث لك من أحداث هي التي تقرر مستقبلك ،إنما كيف تكون ردة فعلك تجاهها، و عندما تبدأ عملية التغيير، إفعل شيئاً مختلفاً لم تفعله من قبل خلال فترة قصيرة، لا بد أن تعلم أن النجاح لم يكن يوماً ما سحراً ولا مجهولاً ،إنما النجاح هو النتيجة الطبيعية لتطبيقك المتواصل لمبادئ أساسية في الحياة، وإن القيمة الأساسية في الحياة ليست ما تحصل عليه، القيمة الأساسية في الحياة هي ما سوف تصبح عليه، إن السؤال هو بداية الإستقبال، إذا لم تضع خططاً لحياتك، فسوف تقع فريسة لمخططات الآخرين، ولكي تحصل على أكثر مما تريد في الحياة، عليك أن تصبح أكثر قيمة في الحياة والعمل، ولا تتمنى أن تصبح الأمور أسهل، تمنى أن تصبح الأمور أفضل، كما لا تتمنى أن تحصل على مشاكل أقل، تمنى أن تحصل على مهارات أكثر، وتعلم أن تعمل أكثر على نفسك، مما تعمل على مهنتك ، إذا بذلت مجهوداً أكبر في عملك فسوف تحقق معيشة حسنة، وأما إذا بذلت مجهوداً أكبر على تطويرك الذاتي فسوف تحقق ثروة ،ويجب أن تعلم أن السعادة ليست شيئاً تؤجله للمستقبل،إنما هي شيء أنت تصممه لحاضرك