"بريق الدانة"- خاص:
إن الحديث عن الفنان والنحات الكويتي سامي محمد لا يمكن أن نوجزه في صفحات أو مجلدات، فهو يعتبر أحد رواد الفن الكويتي المعاصر، ولد في حي الصوابر وتردد على المرسم الحر لحضور دروس تدريبية حتى انضم إلى المسرح الحر كفنان متفرغ ، بزغت موهبته وحرفيته مما دفع الدولة لإبتعاثه حكومية لدراسة الفن في كلية الفنون الجميلة في القاهرة. فنان عريق ومخضرم انتهج مدرسة إنسانية في ممحتاته ومجسماته فأينما حل سامي محمد تكون معاناة الإنسان حاضرة وبقوة.
يحسب للفنان سامي محمد دوره الكبير مع مجموعة من رفاقه في إنشاء الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الجميلة 1963، حاصل على الكثير من الجوائز العربية والدولية والمحلية منها جائزة الابداع الفني في تظاهر الفكر العربي، وكذلك حائز على جائزة الدولة التشجيعية ، جائزة الشراع العربي، مثل فن النحت في معرض الفنانين الكويتيين في باريس، كما يعتبر سامي محمد أول فنان كويتي تعرض أعماله في قاعة كريستي العريقة للمزادات العالمية. من أعماله " مجموعة المكبلين " ، " مجموعة السدو" ، نال الجائزة الأولى في بينالي القاهرة، ونفذ مجسماً تذكارياً لجائزة الدولة التشجيعية ، وأصدر كتابه تحت عنوان " فن سامي محمد" حاصل على جائزة الدولة التشجيعية عن رباعية وسبق له أن صمم المجسم التذكاري وميدالية جائزة الدولة التقديرية، ودعماً منه وتشجيعاً للشباب أنشأ مجموع " سامي محمد " للفنون ، ، من أعماله الشهيرة عالمياً تمثال السدرة في مدينة دبي، صبرا وشاتيلا ، الإختراق ، محاولة خروج اثنان ، كما خصص متحف الشارقة للفن المعاصر جناحاً خاصاً بأعماله...
فصاحب هذه المسيرة التي لم نأت عليها جميعها بل لا تكفيها السطور والصفحات ليس غريباً أن يتم اختياره ضمن أفضل 100 شخصية كويتية متميزة من قبل مجموعة " ثمين"...
ماذا تقول عن اختيارك ضمن ال100 شخصية التي تم تكريمها من قبل مجموعة ثمين؟
سعدت جدا لهذه الإلتفاته الطيبة واعتبرها اضافة وتتويج الى مشواري ومسيرتي الفنية في 50 عاماً من العطاء والبذل لم أشعر بأنني جنيت ثمار ما زرعت إلا في السنوات الأخيرة، فأشد على يد هؤلاء الشباب الذين حملوا على عاتقهم التطوع دون مقابل من أجل الإحتفاء وتكريم هذه الشخصيات، مجموعة ثمين نموذج حقيقي وإيجابي لدولة الكويت ويجب على الجهات المعنية أن تحتضنهم وتعمل على تبني أفكارهم حتى يتحقق لهم ما يصبون إليه في رفعة شأن بلدهم. وهذا ما أحاول غرسه في أعضاء مجموعتي الشابة مجموعة سامي محمد.
وهل تحاول أن تفرض على هؤلاء الشباب المدرسة التي انتهجتها وذاع صيتك من خلالها؟
أبداً...فالإبداع لا يولد بالتقييد والفرض، بل منحتهم مطلق الحرية ليمارس كل منهم إبداعه بالطريقة التي يراها تناسبه، فأنا مؤمن تماماً بأن الفرض يقتل الموهبة ويحيدها ويجعلها تتوقف في منتصف الطريق دون انجاز، دوري وواجبي تجاه أعضاء مجموعة سامي محمد هو التوجيه والنصح والإرشاد.
مدرستك الفنية خاصة لا تشبهها أي مدرسة ..ماذا تقول عنها؟
دائماً تحمل أعمالي رسالة إنسانية، والمجسمات التي أقوم بتنفيذها يحمل كل منها قصة... حدث وألم، فتمثال الإختراق مثل شخصاً بكامل قواه العقلية، واجهته مشكلة رمزت لها بالجداد، حاول أن يخترقه لكنه صدم من جديد ، فالمعاناة تستمر دوماً مع الإنسان.
وماذا عن تمثال صبرا وشاتيلا ؟
هذا التمثال هو ثمرة حدث جسيم هزني كإنسان وترجمت إحساسي إلى عمل، فجسدتها بشخص ملقى على قاعدة مكبل اليدين والقدمين ومعصوب العينين وتم تكميم فمه، الحدث هنا لا يخص شخصاً بذاته إنما المجتمع كافة، فالإنسان منذ الخليقة تصارع مع أخيه الإنسان واستمر هذا الصراع حتى مع نفسه.
كلمة أخيرة؟
كل الشكر من جديد إلى ابنائي في مجموعة ثمين ، أرى فيكم الهمة والنشاط وحسن التفكير، وأتمنى من الجهات المعنية أن تعي أن العمل الشبابي التطوعي هو من سيكون عامل التطوير للنهوض بالكويت ، فمنها إلى الأعلى.