"بريق الدانة"- نغم القلعاني:
بين متاهات العالم الرقمي ومداخله الدهليزية تكمن أفكار مرتبة الكترونياً تبحث عن إسقاطات خاصة في عالم الواقع والحقيقة, هناك من يبدع في تجسيدها ويقدم من خلالها اكسير عطاء وأتمتة, من عالم السايبر والشبكة العنكبوتية... لقاءنا مع القيادية الالكترونية التي برعت في هندسة حياتها ومحتواها الالكتروني والمهني عبر رحلة من انجازات وتفوق المهندسة منار الحشاش.
القيادية الإلكترونية ليس من الأمم المتحدة وحسب بل كويتيا, منار الحشاش كيف تصف نفسها بكلمات ؟
فتاة كويتية... طموحي هو خدمة بلدي الكويت, فأنا أنطلق من ذلك في كل ما أفعله واسأل نفسي أولاً ماهي الفائدة التي ستعود على المجتمع الكويتي منه.
أنت اليوم منارة كويتية في عالم السايبر, ماهي أهم التحديات التي واجهتك في هذا المجال؟
تحدياتي على المستوى المحلي أن المجال ذكوري، لأن الخط المهني لهذا المجال صعب على المرأة مواكبته لأنه متغير بشكل سريع, ومن ناحية أخرى فإن عصب العمل لأي مشروع هو فريق العمل، وأنا أجد دوماً صعوبة في إيجاد فتيات ذوات خبرة يؤسسن معي هذا الفريق المهني المختص .
كيف تنظرين إلى واقع التقنيات للشبكة العنكبويتة والثقافة الالكترونية في الكويت ؟
كثيرون يخلطون بين مصطلح الثقافة الالكترونية والمعرفة بالشيء واستخدامه, لا يوجد لدينا معرفة بأبعاد ما ننشره على الشبكة العنكبوتية, وبالتأكيد زاد الوعي والتنظيم الذاتي للاستخدام، ومثال على عدم معرفة الأبعاد هو أن الجيل الذي وعى على الفيس بوك والتويتر أصبح في مرحلة عمرية يبحث فيها عن وظيفة وكل ما كتبه على الفيس بوك والتويتر سيكون له أكثر في حصوله على وظيفته.
هل يغطي المحتوى الالكتروني الحالي في الكويت مطالب وطموحات الشباب الكويتي الطموح؟
سعيدة باستخدامك لمصطلح المحتوى الالكتروني لأنه المجال الذي أركز عليه منذ بداية عملي خصوصاً بالعمل مع الجمهور والمجتمع المدني لأن المحتوى الالكتروني هو الأساس, لأنه ما فائدة استخدام الجهاز الذكي والانترنت وليس هناك ما يستفاد منه, وللأسف نحن حتى الآن لسنا في المستوى المنطقي والمقبول المتناسب مع قدراتنا في الوطن العربي ككل وليس فقط في الكويت, هناك مشاريع رائدة لكنها وحيدة وقد نستطيع ذلك عندما نصل إلى مرحلة البحث عن أي معلومة في أي مجال باللغة العربية ونصل إليها على الشبكة العنكبوتية, ونحن نستطيع ذلك لأنها موجودة ومتداولة لكن يظل الوعي في أتمتة هذه المعلومات ووضعها بشكل مهني ومرتب على شبكة الانترنت.
بعد تأسيس أول جائزة عربية للمحتوى الإلكتروني مباشرة تحت مظلة wsis , هل ساهم ذلك برفد المجتمع الكويتي بطاقات فاعلة في هذا المجال؟ماهو تقييمك الشخصي لذلك؟
تم تأسيسها مع أربعة من زملائي العرب وكانت جزءاً من الجائزة الدولية , وتبادلنا الهموم الالكترونية وتوافقنا أن الوضع يحتاج إلى تحفيز أكثر وزيادة المنافسة على المستوى العربي وليس الدولي فقط , وتم إعداد الفكرة و حصلنا على الموافقة في 2005. وكان الهدف من الجائزة لفت النظر لمجهود شخصي أو مجموعة لدعمه ومساعدته على إنجاز فكرته ومشروعه، وخلق نوع من التنافس بين الدول وخلف علاقات تعاون بين الدول التي عندها نقص مع أصحاب الأفكار الرائدة، وأصبح هناك إعادة وتكرار قصص النجاح للمشاريع في دول مختلفة واستنهاض الطاقات الالكترونية وفتح آفاق للتعاون بين هذه الطاقات والدول الداعمة والراعية التي تبحث عن مثل هذه الأفكار الرائدة.
تم اختيارك من قبل شركة مايكروسوفت لتكوني محكمة في لجنة التحكيم المسؤولة عن تصفيات الجولة النهائية لمنافسات كأس مايكروسوفت سنتي 2008 و 2009؟ ماذا أضافت لك تلك التجربة؟
كأس مايكروسوفت كان مخصصاً لفئات عمرية محددة و كانت طريقته ومبدأه مختلف في طريقة التحكيم التي تحكمها معايير تركز على أداء الطلبة منذ تقديم "البريزنتيشن" وبناء الطالب كبرمجة وأداء وتفكير وليس التركيز على المحتوى الالكتروني, كأننا نقول بناء البنية التحتية للتفكير التقني للطالب , وإيجاد الحلول البرمجية لمشاكل الكترونية عالمية , بمعنى خلق بذرة اهتمام وتحويلها إلى واقع عملي ملموس، واستفدت من تجربتي بنقل ما اكتسبته م خبرات للطلبة المتسابقين في الكويت.
قدمت دورات تدريبية "مقدمة للانترنت" ماهي أهم محاورها وماهي الفئة المستهدفة ؟ وهل تنوين إعادة التجربة ؟
نعم... وكنت لا زلت طالبة في الجامعة وكانت بمثابة محو أمية في الانترنت أقدمها لشريحتين هما: شريحة للأعمار بين 11 و13 سنة وشريحة أولياء الأمور, وأتمنى أن أعيد التجربة لكن مشكلتي الحالية في الوقت.
جائزة «كيبكو تمكين» لدعم مشاريع الشباب لعام 2015، من أهم النشاطات الحديثة لك ؟ ما أهمية هذه الجائزة؟
مؤتمر تمكين... الشباب جهودهم رائعة ولديهم طموحات أتمنى لهم التوفيق في تحقيقها, وموضوع هذه السنة عن التكنولوجيا و الإعلام الجديد , وطلبوا مني التعاون الذي أفخر فيه علماً أنه كان لي سابق تعاون ناحج معهم , وواحدة من الأنشطة التي أضافوها هذا العام هي مسابقة لمشاريع الشباب في مجال التكنولوجيا والإعلام الجديد وتقديم جائزة لتساعدهم في أن تتطور تلك المشاريع, ويمكن أن تشمل المسابقة ويب سايت او برنامج ابلكيشن على التلفون وهي خاصة بالشباب أقل من 30 عاماً. المسابقة هي لمشاريع قائمة والجائزة عبارة عن ما قيمته 100 ألف دولار مقدمة من مجموعة "كيبكو" تشمل دراسة جدوى وتمويل للانطلاق من مرحلة نجاح إلى مرحلة نجاح أخرى, وقد تم اختياري لترأس لجنة التحكيم لهذه المسابقة.
كيف كان دخولك المجال الإعلامي؟
دخلت الإعلام صدفة ,و كانت البداية مع البرنامج التلفزيوني "عالم الكمبيونت" وكنت أقدمه بشكل أسبوعي وهو مختص بالتكنولوجيا مروراً بالكتابة الصحافية وتأسيس مجلة "دوت" ورئاسة تحريريها.وبنيت الخبرة لدي من التعامل مع الجمهور, ومن خلال التجربة والخطأ... بدأت أدرك المصطلحات المناسبة إعلامياً, وكنت أغير من أسلوب الطرح بناء على التفاعل مع الناس. استمر تواجدي الإعلامي لسنوات إلا أنه لكل مرحلة لها أولوياتها وكان علي أن أختار بين المهم والأهم في حياتي.
شركة دوت ديزاين , ما المميز الذي استطعت تقديمه من خلالها ؟
دوت ديزاين عبارة عن مجموعة من المهندسين الكويتيين نعمل مع بعض. المشروع أسسناه أنا وشريكي سامي العوضي خريج هندسة كمبيوتر في أمريكا, وبالرغم من أن السوق غير ناضج للأجيال القادمة من التطوير الرقمي ولكن بدورنا نقدم المفيد للجمهور مثل موقع الزبدة alzebda.com والنيو ويب من خلال تطبيق مرزام "merzaam" والذي هو عبارة عن معالج للكم الرهيب من المعلومات وهو أقرب إلى فرز ذي معنى للمعلومات حسب اهتمامات كل شخص , وقدمنا من خلاله الويب الذكي بحيث يقدم معلومات ذات قيمة وتوفير الوقت للحصول على المعلومة.
كنت ضيفة شرف ثمين الكويت وكرمت المبدعين في هذا المجال؟ ماذا يعين لكذلك ؟
القائمون على ثمين شبابهم طموحهم راقي جداً, ومفهوم ثمين أن هناك ناجحين علي دعمهم لا أغار منهم بل أغبطهم ونشكل شبكة تدعم بعضها البعض, وبالنسبة لي وجود مجموعة من الشباب هذا مفهومهم وطريقة تفكيرهم أعده نضجاً فكرياً ونفسياً خصوصاً أنه في بداياتي أنا لم يكن الطريق بالنسبة لي سهلاً لكن الذي منحني القوة للاستمرار بعد الله هو وجود ناس داعمين لي , لذلك فإنه من المعيب علي عندما يأتي الوقت لأدعم الآخرين أن أتوانى عن تقديم الدعم. لذلك فإن دورة الحياة مع ثمين تكتمل , لذلك فأنا دوماً معهم وداعمة لهم وأشجعهم دوماً وهذا أقل من واجبي مع أبناء بلدي الغالي.
لننتقل إلى منار الحشاش الإنسانة والمرأة الناجحة بعيداً عن العالم الرقمي أين هي منار وما أهم هوايتها وأين تقضي أكثر ساعات روتينها اليومي ؟
حياتي عبارة عن محاولات , أحاول أن تكون طريقة تفكيري أن الإنسان سيصل في النهاية إلى الهدف الذي يريده ولكن الفكرة لدي كيفية الاستمتاع بالرحلة والتجربة للوصول إلى الهدف, لذلك يجب عدم التركيز على الهدف وتناسي الأمور الأخرى كالأمور الاجتماعية والعائلية وغيرها. روتيني هو الاستمتاع باللحظة للوصول إلى الهدف الأساسي وخدمة المجتمع والموازنة بين كل الأمور الأخرى في حياة الإنسان , وكانت من هوايتي الخط العربي وهواية أخرى الرسم الالوان والميك أب , وأراقب الموجودين في تلك المجالات وإيجاد ما ينقصهم الكترونيا, لذلك أحاول وأسعى دوماً أن أسد ثغرة أو نقصاً موجوداً بالسوق في المجال الالكتروني.
ماذا تعني لك المفردات التالية ؟
a. الحب: سر الحياة
b. الثقة: أساس الحياة
c. الانتقام: ضعف
d. الصداقة: نعمة
ماهو طموحك المستقبلي؟
طموحي أنه بآخر يوم بحياتي أن أكون استطعت ترجمة ما تعلمته وما أعرفه إلى شيء يفيد الآخرين, وأنا قد سألت عن المنصب الذي أطمح له في أ لقاء إعلامي لي قبل عدة سنوات وكانت إجابتي أنني لا أطمح لمنصب أو مسمى لأنه ما فائدة المسمى إذا لم يكن لدي القدرة على التغيير للأفضل وتحقيق أهداف تتناسب والمرحلة الجديدة وكم مسمى مر وحفظنا اسم صاحبه مقابل الكثير من الأسماء التي مرت ولم نعد نتذكرها لان ما يثبت في الذاكرة هو الانجاز والعمل وليس المسمى.
منار هل أنت راضية عما وصلت إليه حتى الآن؟
كل مرحلة أسعى إليها أحاول أن أكون راضية عما حققته ومابذلته وأن أحدد جوانب القصور فيها ومحاولة تحقيق التوازن بين كل ذلك، للوصول إلى الرضا حيث أنني أؤمن أن من أساسيات النجاح هو الرضا عن النفس.
وهل أنت راضية عن اختيار منتجع الجميرا والسبا مكاناً لتصوير الغلاف وإجراء اللقاء معك وما علاقتك بـ "السبا"؟
بالتأكيد راضية ويسعدني أن أكون معكم في مجلة بريق الدانة من خلال هذا الحوار كما أشكركم وأشكر الجميرا وإدارة السبا على الأجواء المميزة التي وفرتموها للتصوير، وصراحة السبا جزء مهم في حياتي، وأحرص دائماً على تخصيص الوقت المناسب للذهاب إلى السبا لأنه بالنسبة لي جزء مكمل من الاهتمام بالنفس.
مسك الختام مع منار الحشاش ... كلمتك الأخيرة؟
هناك مقولة لعلي بن طالب كرم الله وجهه هي: إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً... اعتمد عليها في التعامل مع كل شيء حولي.