لو نظرنا إلى ساعات اليوم الواحد والتي تعتبر من ثواب حياتنا اليومية وعملنا على تقسيمها مع مراعاة الجانب الصحي قدر الإمكان وبالأخص فيما يتعلق بساعات النوم، لوجدنا أن الشكل العام للتقسيم يكون (ثماني ساعات عمل وثماني ساعات نوم وثماني ساعات متفرقات توزع حسب برنامج كل شخص واهتماماته).
هذا التقسيم لا ينطبق على الكبار فقط بل على الأبناء أيضاً وبالأخص الطلبة مع فوارق طفيفة بالتوزيع، وأيضاً بالإنجاز والعمل، حيث أن الدراسة هي عمل بناء يسعى الطلبة من خلالها لبناء ذواتهم ورسم مستقبلهم، إلا أن الدراسة تختلف عن أي عمل آخر من حيث البيئة، فكما هو معروف أن كل عمل له بيئة واحدة إلا الدراسة لها بيئتان: الأولى هي المدرسة والثانية هي البيت، لهذا فإن غياب التواصل والتعاون والانسجام ما بين البيئتين سيؤدي إلى نتائج سلبية على الأبناء الطلبة، ربما لا تكون متعلقة بمستواهم الدراسي بل بمستواهم التفكيري والإدراكي لمحيط حياتهم ومجتمعهم.
هذه السلبية التي قد تنشأ نتيجة غياب التواصل بين البيئتين عادة لا يكون تأثيرها على الفرد فقط بل على المجتمع لأن طلبتنا اليوم، أو أبناءنا اليوم، هم رجال ونساء الغد الذي نعمل جميعنا من أجل أن يكون أكثر إشراقاً ورقياً وحضارة، لهذا لابد من تقاسم المسؤولية والشعور بها، وإدراك أهمية العمل المشترك بين البيئتين، من أجل تنشئة جيل واع قادر على متابعة المسيرة بكل نجاح واقتدار.
وبالحديث عن التواصل بين البيئتين يجب أن لا يقف هذا التواصل عند المراسلات والايميلات والهاتف ،ووسائل التواصل الحديثة بل لابد من العمل على إعداد الكثير من البرامج واللقاءات مابين أولياء الأمور وإدارة المدرسة وهذه البرامج لابد أن تكون متنوعة، وبعضا منها يفضل أن تكون بوجود الأبناء لكي يشعروا بان البيئتين أو الأسرتين اللتين ينتمي إليهما في الحقيقة هما أسرة واحدة تعملان معاً من أجل تحقيق تنمية مجتمعية تعليمية ناجحة قوامها أبناء متعلمون قادرون على المشاركة مستقبلاً في بناء المجتمع.
الحقيقة:
من الواجب دائماً وبالأخص الآن ونحن على أبواب عام دراسي جديد أن نتذكر قول الله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" .
أتمنى لجميع أبنائنا الطلبة عاماً دراسياً مليئاً بالنجاح والتفوق
رابعة حسين مكي الجمعة
رئيس التحرير الرئيس التنفيذي